قبل فترة كتبت حول تلويث مياه الشرب في مديرية الصلو من خلال حفر بيارات للصرف الصحي.. بجانب مصادرة مياه الشرب.. وعندما كتبت لم اكتب لمجرد الكتابة.. وإنما لأجل التحذير من مخاطر حقيقية سوف تقع في حال تم التساهل مع الذين يقومون بحفر هكذا بيارات.. إضافة للبيارات الموجودة بالفعل بجانب مصادر المياه.. آبار في الشتاء... وعيون تمشي المياه منها على امتداد السائلة ابتداءً من مناطق بني يوسف في المواسط.. ومروراً بالحسيوة في وادي الحريبة إلى موقعة.. ومن ثم إلى سائلة ورزان.. في فصل الصيف.. أيضاً كانت هناك إحدى منظمات المجتمع المدني تتابع هذه القضية... ولديها ملف متكامل عن الموضوع حيث سبق ذلك عمل بحث ميداني علمي وزيارة مختصي المنطقة... وعلى إثر ذلك قدموا تقريرهم الذي يثبت وجود نسبة من التلوث مرشحة للتزايد في حال لم يتم وضع المعالجات التي أوصى بها التقرير, أهمها إيقاف وردم أي بيارات جديدة.. وإيجاد حلول مناسبة للبيارات الموجودة “القديمة” بحيث تكون غير ضارة للبيئة.. إيجاد بدائل صحية.. ومن هذا المنطلق كان التحرك في هذه القضية. ومن العجائب التي تحدث في بلادنا.. أنه عندما بدأت السلطة المحلية بتنفيذ واجبها وتنفيذ التوجيهات الوزارية.. وتوجيهات المجلس المحلي بالمحافظة.. نجد أن البعض ممن يرفعون شعارات الإصلاح ومحاربة الفساد.. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. والدعوة للمحافظة على المصلحة العامة.. هم من يقومون بحماية التلوث.. وتزييف وعي المواطنين وتحوير المشكلة إلى أشياء أخرى. ومحاربة ومهاجمة القائمين على هذه القضية الهامة والعامة.. والأدهى أنهم جلبوا شيخاً ليكتب لهم تقريراً.. أو تأكيداً مختوماً وموقعاً من حضرته بأن البيارات التي توجد بجانب مصادر المياه لا تؤثر على مياه الشرب ولا على البيئة المحيطة... بدلاً من أن يلجأوا إلى الوسائل العلمية الحديثة لإثبات ذلك من عدمه.. وبدلاً من أن يكونوا أيضاً أول المدافعين عن المصلحة العامة راحوا بكل جهدهم يحوّلون الشيخ المسكين إلى عالم جيولوجي.. ليناقض كلام المختصين.. إضافة إلى ذلك يستغلون جهل الناس بما هو كائن وما سيكون الحال عليه مستقبلاً بجمع توقيعات طالت حتى الأطفال.. ضد حماية مياه الشرب. وهنا يتساءل المواطن العادي: ما هو الفرق بين الفاسد الذي يستغل وظيفته للاحتيال.. وممارسة الفساد الإداري؟.. وبين هؤلاء الذين يتشدقون بمصالح الناس وحرصهم عليها وهم في حقيقة الأمر لا يؤمنون إلا بما يؤدي إلى مصالحهم الشخصية .. يدلسون ويخدعون الناس بما قد يؤدي مستقبلاً لا قدر الله إلى انتشار أمراض خطيرة وفتاكة تؤدي إلى وفاة كثير من المصابين بها وأيضاً تدمير البيئة الزراعية المحيطة بهذا المكان الذي تتلوث مياه الشرب فيه كما هو حال بعض المناطق التي نراها من خلال نشرات وتقارير وسائل الإعلام المرئية والمقروءة كأن هؤلاء يعطون انطباعاً لدى الناس لما سيكون عليه الحال إذا ما كان لديهم سلطة القرار ولن يكون هدفهم المصلحة العامة بل تحقيق المصالح الخاصة ولن يكون أبداً الشعار الذي يدعون إليه أو يقولون بأنهم يسعون إلى تحقيقه (الشخص المناسب في المكان المناسب) وحكاية الشيخ الجويولوجي خير دليل. دعوة للسلطة المحلية للمتابعة وبموجب التقرير العلمي وهي مشكورة على كل جهد يصب في مصلحة المواطنين وحماية مديرية الصلو من تلويث مياه الشرب. كما ونشد على وسائل الإعلام وبخاصة المرئية التركيز على قضايا البيئة ونظافتها وبخاصة حيث تتواجد مصادر مياه الشرب للإنسان والحيوان والنبات على حد سواء لأن سبحانه وتعالى يقول: (وجعلنا من الماء كل شيء حي). وهذه مجرد لفتة لفضح أمثال هؤلاء ومدى مناقضتهم لما يدعون من اهتمامهم بمصالح الناس فهم أول من يتنكرون لها، إذا ما مست مصالحهم الخاصة ولهؤلاء في سلوكياتهم الواقعية عجائب.