تعتبر قضايا البيئة والتلوث البيئي من أهم القضايا المعاصرة على المستوى المحلي للبلدان, أو على المستوى الدولي .. حيث إن التلوث البيئي قد بدأت الكثير من المؤشرات السلبية لتزايده, والتي تؤكد أن الكوارث الطبيعية قادمة لا محالة, كوارث طبيعية يكون مسببها الأول الإنسان الذي أساء التعامل مع البيئة.. وأريد هنا أن أركز على موضوع البيئة في مديرية الصلو ذات التضاريس الجبلية ..والتي تعاني من مشكلة المياه وبالذات في الشتاء ومصادر المياه فيها تعتمد على الآبار, وعلى العيون التي تنتشر في بعض أوديتها في فصل الصيف, وبالذات وادي الحريبة, الذي يقع بين مديريتي الصلو والمواسط.. والذي أيضاً تنتشر فيه الآبار المحفورة بجهود الأهالي ويوجد في هذا الوادي ((سوق الحسيوة)) .. وهو عبارة عن بضع دكاكين معدودة وبعض بائعي القات.. وطبعاً هناك حوالي ست حالات حفر لبيارات في سائلة السوق وجانبه وهذا الأمر يسبب تلويثاً لمياه الشرب فهي قريبة جداً, ونحب هنا من خلال هذه الوسيلة الإعلامية المتميزة “صحيفة الجمهورية” أن ننبه إلى محاولات لحفر بيارات جديدة, وهو ما سيزيد الأمر تعقيداً وسيؤدي إلى زيادة التلويث لمياه الشرب بمياه الصرف الصحي.. وسيؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة المختلفة في المنطقة. هناك تواصل بين الجهات المعنية بهذا الموضوع وزارة المياه والبيئة والسلطة المحلية, التي نعول عليها كثيراً في المحافظة على نظافة مصادر مياه الشرب في هذه المنطقة والعمل على إيجاد حلول لهذه القضية.. يأتي اهتمامنا بهذا الموضوع.. من منطلق الحفاظ على البيئة في الريف, والحفاظ على مصادر مياه الريف, وأيضاً للحد من الهجرة من الأرياف إلى المدن .. إذ إن تلويث المياه سوف يحدو بالكثيرين إلى الهجرة للمدينة؛ لعدم وجود المياه الصحية النظيفة, وأيضاً لأن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقول: “من رأى منكم منكراً فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”. ولعلنا نعلم مدى الأضرار الفادحة التي لحقت ببعض المناطق, التي اختلطت بها مياه الصرف بمياه الشرب كنتيجة للإهمال فظهرت أمراض خطيرة جداً لا نرضاها أن تنتشر في مناطق أخرى من ريفنا اليمني الحبيب, سرطانات, تشوهات أجنة, وملاريا وبلهارسيا وما لا يعلمه إلا الله.. ونحن هنا نقوم بواجب التنبيه لخطر قادم.. نتمنى أن نصل إليه, إذ إننا إن أهملنا هذا الأمر لتحولت نعمة وجود المياه في الآبار شتاء وفي العيون صيفاً إلى نقمة.. فلن يكون بإمكان الأهالي حتى غسل الملابس في هذه المياه الملوثة, ولكم أن تتصوروا مدى الأضرار الأخرى التي ستلحق بالزراعة وغيرها نتيجة لذلك.. نتمنى من الجميع العمل لما فيه مصلحة الناس والمصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة.. وأن تتضافر جهود الناس مع جهود السلطة المحلية ومع الحكومة للحد من التلوث البيئي, فالتعاون في هذا المجال سوف يصنع لنا بيئة نظيفة وجميلة وحياة أكثر صحة وسعادة لأسرنا وأطفالنا.