في الوقت الذي يحارب العالم التلوث البيئي ويعمل من أجل بيئة صحية نتجه نحن في البلدان النامية والبلدان الأقل نمواً باتجاه عكسي، ونعمل حثيثاً على تلويث بيئتنا بشتى الوسائل، تارة عبر التسريب النفطي في البحار والشواطىء الناتج عن مخلفات السفن التي تأتي إلى موانئنا بهدف التزود بالوقود.. وعبر تلويث المخزون المائي الضخم في مناطق استخراج النفط، حيث توجد الآبار النفطية وماتقوم به تلك الآلات الضخمة من حقن لمنتوجاتها من النفط في باطن الأرض ، ومايسببه ذلك من تلويث لمياه الشرب ويعرض حياة الانسان للخطر، وتارة عبر التساهل في ادخال المركبات وبشكل كبير إلى بلدانهم، تلك المركبات التي تعمل بالديزل ولاتلبث ان تعمل على تلويث البيئة بادخنتها السامة، وهي تشترك مع تلك المصانع الأكثر قرباً من الأحياء السكنية، ولاسيما مصانع السجائر والكبريت ومطاحن الغلال والطلاء وغيرها من المصانع التي حصلت على تراخيص بناء واقامة منشآتها بجانب الأحياء السكنية وفي قلب المدن مايؤدي إلى تلويث البيئة فيها والاضرار بها. كل هذا يجري بينما العالم قد انطلق منذ القرن الماضي بمحاربة التلوث وفرض ضرائب جديدة لحماية البيئة خاصة بعد أن أتسع ثقب الاوزون الذي ينذر بعواقب وخيمة وماتتسبب فيه تلك الأدخنة المتصاعدة من افواه المصانع وعوادم السيارات من احتباس حراري يجعل الكرة الأرضية اكثر حرارة من أي وقت مضى.. الأمر الذي يتسبب في إذابة الثلوج التي تكسو اطراف الكرة الأرضية.. والذي بدوره سيتسبب في حدوث كوارث ليس لها أول ولا آخر. عدد من الدول الأوروبية اتجهت إلى فرض ضرائب جديدة لحماية البيئة من التلوث واطلقوا عليها اسم الضرائب الخضراء، وفرضت ضرائب على إطلاق غاز ثاني اكسيد الكربون إلى الجو، وستخصص الحصيلة السنوية من هذه الضرائب لابحاث الطاقة النظيفة الخالية من أي افرازات غازية تؤدي إلى تلوث البيئة كما فرضت ضرائب على غازات الكلور والفلورو كاربونات التي تسبب نقصاً في طبقة الأوزون التي تحمي الكرة الأرضية وسكانها من تأثير الاشعة فوق البنفسجية وقد منع البنك الدولي اعطاء قروض للمشروعات التي تؤدي إلى الإخلال بالتوازن الحيوي والتي تضر بالبيئة. فهل نحن قادرون - بالحد الأدنى - على ايقاف استيراد المركبات القادمة من وراء الحدود التي تحمل معها سموماً واخطاراً تضر ببيئتنا وبصحة أغلى رأسمال نملكه.. هو الانسان ؟ هل باستطاعتنا ايقاف تلك المركبات والآليات التي تعمل بالديزل والتي تتكاثر يوماً بعد يوم وتنفث سمومها في الهواء النظيف فتلوثه وتجعل من صدورنا ملجأً لها ومستودعاً يعكر صفو حياتنا ويحيل صحتنا إلى امراض يستعصى علاجها.. وليس بمقدورنا الوقاية منها ؟ ولأن المتضرر الأكبر من التلوث البيئي هو الانسان وكذلك الحيوان والنبات والهواء فإن السكوت والتغاضي عن التلوث هو مشاركة في استفحاله على نطاق واسع، ومشاركة بالتعجيل في فناء الكرة الأرضية وسكانها. الجمهورية