جاءت مبادرة رئيس الجمهورية ودعوته للحوار لكي تعطي مساحة من الوقت لاتخاذ الاجراءات المناسبة لبناء الثقة التي تحول دون تصعيد وتأجيج الشارع. جاءت لتقول مثلما اتسعت اليمن لخلافاتنا لابد أن تتسع لأحلامنا وطموحاتنا المشروعة. لكن ثمة مايشير إلى أن هناك داخل المؤتمر واللقاء المشترك من يدفع الأزمة إلى طرق مسدودة, سوف يدفع اليمنيون ثمناً باهظاً. هناك من يريد أن يقطع حبال الحوار ولايصلها. هؤلاء يريدون أن يكون الحوار في الشارع حتى يستطيعوا تسجيل مواقفهم. على العقلاء أن يفوتوا الفرصة على المخربين الذين يواصلون التأجيج لتنفيذ مصالحهم على حساب مصلحة الوطن. لايزال بعض الحمقى من الطرفين يواصلون ردود أفعال غبية بنفس العقلية الفاسدة. ولابد هنا أن تبدأ اللجنة الرباعية بالحوار فوراً دون إبطاء ودون تخندق وراء متاريس ودون شروط مسبقة يتم الاتفاق على وضع برنامج زمني محدد لإجراء التعديلات الدستورية والانتخابات وتوفير الضمانات المتعلقة بإجراء الانتخابات القادمة تحت إشراف تام وكامل للقضاء ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية ومحاصرة الفساد وضبطه ومحاكمته. وعلى المعارضة أن تتفهم مبادرة رئيس الجمهورية وتجعلها أساساً للحوار وألا تتصرف بنمط العصابات، لأن ذلك يضرب الديمقراطية في مقتل. لابد أن يتفق الجميع على أن الحوار لايمكن أن يكون في الشارع ولامن خلال قطع الطرق وترويع الآمنين. والمبادرة أصبحت ملكاً للجميع لطرح كل مالديهم من أفكار مهما بلغ شططها على ألا تمس الوحدة الوطنية أو تعرض المجتمع لمخاطر الانقسام. مطلوب من اللجنة الرباعية أن تسارع إلى تصفية عناصر الأزمة بأسرع وقت ممكن وأن تركز جهودها على أولويات محددة تفرض نفسها على الواقع وأن ترسم طريقاً واضحاً للخروج من هذا النفق. عيون الشعب اليمني موجهة نحو هؤلاء الأربعة الذين وضع أمن الوطن وسلامته بين أيديهم وهم على قدر عالٍ من المسئولية، فلن يسمحوا بشتات المواقف وتمزقها, لأن ذلك سيقودنا إلى خيارات صعبة التحقيق. نحن على ثقة بأن هؤلاء لن يسمحوا بتسليم مصير الوطن إلى المجهول، أو تركه نهباً للفوضى ولن يتركوا الوطن أمام المغامرين الذين يريدون أخذه إلى المجهول. ومثلما نطالب اللجنة الرباعية بسرعة الالتئام، ندعو الأطراف المتنازعة أن تمد حبال الصبر إلى نهايتها حتى لانستنزف الوطن بصورة مريعة أو محاولة تخريبه. إن حل الأزمة يتطلب بعض الصبر والوقت أملاً في أن تسود الحكمة وينتصر العقل وينعم الوطن بالأمن. ولابد أن يدرك الجميع خطورة مفترق الطرق, ليصبح من الضروري على رئيس الجمهورية أن يتابع مبادرته أولاً بأول على نحو لايسمح لبعض المزايدين داخل المؤتمر بقطع حبال التواصل, وحتى لايركب الموجة من طرف المشترك من يحاول المتاجرة بآلام الناس. لنمض جميعاً إلى حوار يفضي إلى إقامة الدولة القانونية. إننا مع التغيير المنظم الذي تحكمه إرادة رشيدة واعية تدرك عمق ماحدث في مصر, حتى لانكرر نفس السيناريو, لابد من تفهم مطالب الشارع اليمني. لقد تنبه رئيس الجمهورية إلى ضرورة أن يمتنع الجميع عن دفع اليمن إلى منزلق خطير، مثلما حدث لأمم وشعوب حولنا. وقد أدرك أن الذئاب والضباع والثعابين يتربصون على الناحية الأخرى ينتظرون أن يتسع حجم الانفلات كي يبدأوا هجمتهم كالجراد يأكلون الأخضر واليابس وينهشون عرض اليمن وشرفها. نحن أمام مبادرة تقطع الطريق عن الانتحار الجماعي الذي يظنه بعض المخدوعين فجراً جديداً. من الأهمية بمكان أن نستمع للجنة الرباعية، فجميعنا يريد أن يرى اليمن ضمن الأمم الناهضة. لقد جاءت المبادرة من رجل لديه معرفة دقيقة بكل تفاصيل الصورة الداخلية وهو موضع ثقة غالبية اليمنيين وهم يتوسمون فيه اليقظة والحكمة. نحتاج اليوم لزراعة الثقة فيما بيننا، فهي السبيل الوحيد لمواجهة المجهول الذي يتربص بنا والذي لن يستثني أحداً. فمواجهة المجهول ومحاصرته هي مسئولية الجميع دون استثناء. أخيراً أتمنى على رئيس الجمهورية أن يشكل محاكم ميدانية من القضاة المشهود لهم بالنزاهة، يتلقون شكاوى المواطنين الذين نهبت أراضيهم في مختلف المحافظات من قبل لصوص الأراضي الذين عبثوا بكرامة الناس. [email protected]