أعرب الدكتور أحمد محمد مكي عضو مجلس الشورى عن ثقته بأن شباب اليمن سيكون لهم دور بارز في الحفاظ على أمن واستقرار البلد وسلامة وحدته ونسيجه الاجتماعي.. وقال في لقاء مع «الجمهورية» إن المطالب التي يتقدمون بها مطالب مشروعة، لكن عليهم أن يلتزموا بنظام وقوانين الجمهورية اليمنية وأن يعبروا عن احتجاجاتهم بالطرق السلمية والحضارية وألا ينجروا وراء دعاة العنف أو من يحاولون تشويه مطالبهم كما أنصحهم بالصبر والسير بخطى محسوبة.كما تحدث عن الحوار وأهميته وعن مبادرة رئيس الجمهورية فإلى نص الحوار: في البداية دعنا نتحدث عن مبادرة الأخ رئيس الجمهورية الأخيرة والتي دعا فيها إلى العودة للحوار وأبدى استعداده لحل الكثير من الإشكالات العالقة. دعوة رئيس الجمهورية للحوار كانت مبادرة جيدة ومسئولة إذ إن الحوار هو الحل المناسب لحل الإشكالات العالقة والإشكالات التي تعاني منها اليمن منها في الفترة الراهنة ويجب تطوير وتفعيل هذه المبادرة، لكن الأهم من ذلك هو الالتفاف حول هذه المبادرة وتحديداً من الإخوة في اللقاء المشترك وعليهم أن يصلوا من خلال طاولة الحوار إلى توافق وإيجاد حلول سريعة تخدم الوضع الراهن، كما أن عليهم دعم اللجنة الرباعية المكلفة والتي تضم عناصر لديها رصيد سياسي وطني محترم وتحظى بمصداقية جيدة من الطرفين في السلطة والمعارضة، فالوضع لا يحتمل واليمن لا تحتمل الكثير من الإشكالات حالياً. تنازلات من أجل الوطن لماذا تراجعت قيادات اللقاء المشترك عن موافقتها على الحوار ولماذا هذا التخوف؟ على الإخوة في اللقاء المشترك أن يفهموا أولاً أن مبادرة الرئيس للحوار هي بداية والبداية دائماً مبشرة بالخير لكن عليهم أولاً أن يعودوا للحوار ويطرحوا ما يريدون وأنا على ثقة أن رئيس الجمهورية كما قدم تنازلات سابقة من أجل مصلحة اليمن سيوافق على تقديم تنازلات تخدم الحوار والحياة برمتها، لذا فالطرف الأول أثبت مصداقيته وقدم تنازلاً وعلى الطرف الثاني أن يقدم مثل ذلك من أجل اليمن لا من أجل شيء وعلى الجميع أن يبدوا حُسن النية حتى تصل العملية السياسية إلى مكان أكثر أمناً وينعكس ذلك على الوضع العام في اليمن. تصيد الأخطاء كيف تقرأ مستقبل الحوار في الوقت الحالي؟ يمكن أن يسير بشكل أفضل في حال اقتنع طرفا الحوار على تقديم تنازلات من أجل الوطن وكسب الطرفان ثقة بعض من خلال تقريب الرؤى لا بالتربص للأخطاء وتهييج الجماهير والتهديد باستخدام الشارع للضغط على طرف ما لتحقيق أهداف خاصة، فتهييج الجماهير موضوع خطير جداً وعلى الجميع تحكيم العقل وفقاً لرؤية تخدم أمن البلد ومستقبله وليس العكس. بالطرق السلمية لماذا لم يبدأ حوار اللجنة الرباعية؟ لا توجد نية صادقة عند بعض الأطراف وعليهم أن يكونوا عند مستوى المسئولية الملقاة على عاتقهم. كيف تقيم الشارع وما يجري فيه من مظاهرات ومظاهرات مضادة؟ أولاً أحب أن أوضح نقطة وهي أنه من السهل جداً حشد الناس وإخراجهم إلى الشارع للتجمهر أو التظاهر، لكن يجب أن تكون المظاهرات بناءة ومخططاً لها، ويجب أن تكون المطالب واضحة وعلى المتظاهرين أن يكون لديهم وعي كامل بمطالبهم بالإضافة إلى أن المطالب والمشاكل لا تحل بالمظاهرات، وهذه رسالة موجهة إلى الأحزاب والتكتلات السياسية وقياداتها للالتزام بالقانون والعمل بحس وطني، فهي الحلول الناجحة للقضاء على أية أزمة ومن الطبيعي جداً أن يعاني بلدنا من بعض المشاكل وأبرزها المشاكل الاقتصادية وما يرافقها من ازدياد في عدد السكان وفقر وبطالة وتعليم متدنٍ، وهي كلها أمور تشكل عبئاً على أية حكومة لكن حلها يكمن ببحث الحلول بالطرق السلمية المتاحة وليس بالعنف. البرلمان المرجعية هناك من يقول إن الأحزاب السياسية سواء سلطة أو معارضة لا تمثل الشعوب وإنما القطاعات الطلابية والشبابية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني هي الممثل الشرعي للشعب وعلى ذلك يجب أن يكون الحوار معها؟ من يمثل الشعوب هي الجهات المنتخبة من قبل الشعب دستورياً وقانونياً مثل مجلس النواب بالإضافة إلى الأحزاب السياسية المعترف بها من قبل الشعب والمنتخبة أيضاً دستورياً هي من تمثل الشعب وتتحدث باسم الناس في حل مشاكلهم وقضاياهم ومناقشتها، أما بالنسبة للنقابات وإن كانت رافداً للأحزاب ليس لها الحق في التمثيل أو التغيير ولابد أن تكون هناك مرجعية بها والبرلمان هو المرجعية للسلطة المعارضة. وللتذكير بالعودة إلى الثورة الفرنسية تجد أن النقابات العمالية والمهنية وبعض المنظمات كانت تمثل الشعب لكن بعد أن جاءت ثورتهم بالعمل المؤسسي وإنشاء البرلمان لديهم أصبح هو الممثل الوحيد للشعب. رسالة تريد أن توجهها للشباب اليمني في الشارع؟ أولاً أنا على ثقة تامة بأنهم يمثلون اليمن ومستقبله أحسن تمثيل من خلال دورهم البارز الذي سيقدمونه في الحفاظ على أمن اليمن وسلامة وحدته ونسيجه الاجتماعي ومن خلال المطالب الحقيقية وبالطرق السلمية والحضارية. ثانياً: عليهم أن يتقدموا بمطالب حقيقية تخدمهم وتخدم قضاياهم في إطار العمل السلمي والقانوني ودستور الجمهورية اليمنية وألا يتيحوا فرصة للآخرين لاستفزازهم أو التدخل في شئونهم ما يؤدي إلى خدمة أجندة مشبوهة وإفساد مطالبهم والتشويه من سلوكهم الحضاري أو الانجرار وراءها، وعليهم أيضاً الابتعاد عن العنف والتحلي بالصبر والسير بخطى مدروسة.