أعجبني كثيراً عنوان المحاضرة القيمة التي ألقاها فضيلة الشيخ فؤاد عبده أبو هادي ليلة الجمعة الماضية بجامع الإسكندرية بحيس(احذر إنها فتنة!!)..ومصدر إعجابي هذا أن العنوان هذا لخص الأزمة الصعبة التي تمر بها امتنا العربية على امتداد وطننا العربي الكبير من المحيط إلى الخليج..وليس ما يدور رحاه في الشقيقة “تونس” والشقيقة “مصر” عنا ببعيد. إن ما يجري في مصر اليوم بقدر ما هو طموحات شبابية خالصة استطاعت إقناع السلطة بتلبية مطالبها.. بقدر ما جاءت عفوية وبريئة تفتقر إلى سلاح قوي من الوعي الوطني الكبير بإدراك الحالة العدائية الكبرى المتربصة ليس بمصر فقط بل بالوطن العربي كله.. الأمر الذي سمح للكثير من القوى المعادية للأمة داخلياً وخارجياً من التدخل لسرقة طموحات الشباب المصري الحقيقية والمشروعة وبالتالي ذهب بنقاء الفكرة وأساء إليها من خلال ما أفصحت عنه التجربة الآن وبات مفضوحاً للجميع تلك النوايا السيئة والحاقدة على مصر العظيمة وشعبها وشبابها وثورة التغيير فيها التي تحكي ملامح حياة جديدة لمستقبل الأمة الجديدة.. ولعل جميعنا قد تأكد له بما لا يقبل الشك مدى خارطة المؤامرة. من أجل ذلك وبعد أن استطاع الشباب المصري الحصول على كل مطالبه من السلطة يبقى لزاماً على الجميع إعادة النظر ومراجعة الضمير الوطني والعمل الجاد والسريع لحماية الوطن من خلال رفض كل أشكال البلطجة والفوضى والأعمال الخارجة عن القانون حتى يفوتون الفرصة على كل القوى المعادية في الداخل والخارج التي تهدف إلى تمرير مشروعهم الفوضوي وصولاً بالوطن إلى حالة من الخراب والدمار والفراغ الخالي إلا من واقع مرير يدخل بالأمة إلى مستقبل مظلم وهمجي كالذي تم تنفيذ سيناريوهاته العفنة في كثير من البلدان كالعراق مثلاً.. فهي الفتنة الكارثية إذن التي تتنزل على هامة هذا الوطن أو ذاك ولعل مايجري ونسمعه ونلمسه ونشاهده في الشقيقة مصر الشاهد العيان على الفتنة القائمة التي اتضحت كل خيوطها ووجوهها وإعلامها وداعميها.. إلخ. فهل من صحوة صادقة مع الله والوطن؟ بعد كل ما حدث في مصر الآن لاستئصال شأفة الخونة وراكبي موجة الدعوة الصادقة للتغيير.. وإننا على ثقة كبيرة بأن شعبنا العربي أينما كان أصبح الآن على قدر كبير من الاستعداد للمشاركة في خنادق البناء والتنمية والوحدة الوطنية والدفاع عن المصالح العليا للأوطان؛ لأن خارطة الفوضى التي اعتمدتها القوى المعادية للأمة تسير بوتيرة كبيرة ودعم أكبر وتستخدم أجندتها كل ذوي النفوس المريضة لتفعيل المخطط الهدام الذي يتخذ من شعار التغيير غطاءً مخادعاً ليس إلا...والدليل مثل هذه الفضائح التي كشفت عن سوأة العداء الخبيث..وإلا ما الذي يجعل من أعمال فوضوية سبيلاً إلى هدم الحياة الآمنة والمستقرة سوى النيات المبيتة لهدم مصالح الشباب وليس إلا للتغيير إلى الأسوأ. ومثلما مصر الآن سوف يخرجون علينا في وطن عربي آخر.. وهذا ما يجعلنا في بلادنا الغالي اليمن نشد على كل أبناء الوطن يمن الحضارة والتاريخ والحكمة بناء جسور أخرى من واحدية الحب للوطن أكثر مما هو سائد بيننا وبناء علاقات أكثر تحضراً ووعياً بين الشعب والسلطة.. والعمل على سد كل ما من شأنه أن يسيء إلى مصلحة اليمن العليا وشعبنا اليماني الأصيل.. فمن حق المواطن المطالبة بما هو حق له على السلطة ومن واجبات السلطة الاستجابة لطموحات واحتياجات مواطنيها المشروعة. وإننا في وطننا الحبيب نحمد الله تعالى أن أنعم علينا بقائد وطني مخلص مع شعبه ووطنه يؤمن دوماً بالعطاء ويسير دوماً على درب البناء والديمقراطية وفتح الطريق واسعاً لكل الأطياف لممارسة كل استحقاقاتهم الدستورية في إطار من الثوابت الوطنية والحرص الدائم على مصلحة اليمن. وليس مبادرة فخامة الأخ رئيس الجمهورية المطروحة الآن على الساحة السياسية إلا الدليل على عظمة هذا الزعيم وروحه الوطنية المخلصة وعلى حكمة وبصيرة القائد في الدفع بعجلة بناء اليمن إلى المستقبل المنشود بعزيمة جادة في السير على درب التغيير وترسيخ النظام الجمهوري والشرعية الدستورية والوحدة والديمقراطية ومكاسبهما العظيمة وبإرادة لاتلين في الحرص العام على وحدة الصف والوطن والدفاع عن ترابه وحياة شعبه المستقلة والكريمة.. بعيداً عن أهواء المغرضين في شق الصف وإشعال نيران الفوضى وفق سيناريو الحقد على الأمة الذي تحيكه القوى المعادية. إنها الفتنة ياشعبنا العظيم فاحذروا فليس مايهدم الشعوب ومقدراتها إلا لحظات الضعف الشعوري الذي يعترينا ويجد فيه الحاقدون طريقهم إلى تخديش صورة هذا اليمن العظيم.. وإننا لعلى ثقة كبرى في شعبنا سلطة ومعارضة بأن اليمن أغلى من كل المصالح الضيقة والمشاريع الصغيرة وتبقى اليمن في قلوبنا جميعاً.