عادة، بل وكل مرة نكتب ونرصد مايجري من أحداث وتداعيات وتدفعنا الكلمات والعبارات إلى أن نمطر السطور بسيل من المقالات بل ويستلزم الأمر أحياناً الاحتراف أو التحرر من التقليدية إلى متاهات أخرى نتجاوز أحياناً حرمة الصحافة والتعبير وحرية الرأي العام ونجتر الكلمات جراً وبشيء من العنف والتمرد اللفظي ونتماهى في عشقنا الصحفي إلى ممارسة التطرف والغلو وندخل في ممارسة السباب والشتم بفكر برجماتي يصل إلى متاهات بعيدة عن العرف الصحفي والترصد الصحفي والانكسار اللفظي غير المقبول. في حين أن الصحافة رسالة عظيمة وعشق وعطاء صحفي بعيداً عن الالغاء وصدق ينطلق من القلب ليصل إلى القلب حسب تعبير الجاحظ.. وهي حرية ننتزعها بهدوء وإصرار على مقاومة الترهل والكذب والفتن ماظهر منها وما بطن، فقد آن الأوان ان نجدد علاقتنا بالكتابة الصحفية لتغدو حرية ومتعة ونمنح كتاباتنا مروقاً جميلاً وتجرداً ضد صمت الواقع وبشاعته وزيفه وابتذاله لنحيي في دواخلنا ظاهرة الوفاء والصدق دون النزوع إلى المهاترات اللفظية الساخنة والتطرف اللغوي الجنوني والنبرة الحاقدة الحاملة سموم الكراهية ولابد ان نجعل عشقنا للصحافة هواءنا وغذاءنا كما يقول الغزالي ونجعل من مقالاتنا وكتاباتنا نيراناً تلتهم الغث والهزيل من العطاءات وصماماً من المجافاة والخصام وشطحات القلم وهفواته. نخلص هنا إلى ضرورة وجود الخطاب الإعلامي المتزن والرصين البعيد عن المماحكات الإعلامية والنزوع إلى الوفاق والتسامح والبُعد عن الألفاظ النابية وثقافة الكراهية وبالتالي خلق جو مشحون بالمنازعات والمناكفات والحقد والتصرف النابي المشين. ترد بين الحين والآخر في صحفنا المحلية الرسمية والحزبية والأهلية العديد من المقالات نشتم منها رائحة السخونة والحرب النفسية والإساءة المباشرة والتي لا تهدف في طبيعتها إلا لخلق الاحتقان الإعلامي في حين أن ماهو مطلوب في المرحلة الراهنة الارتفاع فوق الصغائر واللجوء إلى الحوار الهادىء والهادف والنزوع إلى روح الوفاق والتسامح والوفاء والعمل المشترك فيما يعود على اليمن والمواطنين بمزيد من التوافق والتواصل نحو خير الوطن واستقراره وتحقيق النمو الاقتصادي والتنموي ومحاسبة من يغذي النزعات الطائفية والمذهبية.