الكتابة في الصحافة من أعقد وأصعب الأمور وأكثرها إثارة فهي ليست بالسهولة جمع الكلمات وحشرها بالتعابير والتخابيط المعثرة والكراهية والاساءة بل هي أكثر من ذلك رسالة إنسانية وأمانة وطنية وتقييم صحفي مسئول بعيداً عن الاطناب والمزايدة وأمانة يتحملها الصحفيون بصدق وروية وسلاح بأيدٍ أمينة وصادقة طموحة لمسح مظاهر العبث واللامبالاة والنفاق. فما أجمل الكتابات الصحفية الواقعية المتزنة والمرنة الهادفة البعيدة كل البعد عن الألفاظ النابية المنكسرة والهابطة والمعوجة والموغلة في الحقد والكراهية والمناكفة والاحتقان اللفظي، وهي العبارات المغلوطة في مجملها ولا تحمل في مضمونها إلا الروح الانتقامية الشيطانية. إن مجتمعنا اليمني بقيمه الأخلاقية وحضارته العريقة جبل منذ بدء الخليقة ولا يزال على الصدق والصراحة والتسامح لا يأخذه من قول الحقيقة لومة لائم فكان ومنذ اشراقات الوحدة المباركة زاده الكلمة الصادقة المجردة عن ألم النفس البريئة والاساءة المتعمدة وجرح القلوب فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض واستناداً إلى قيم حرية التعبير ومظلة الديمقراطية الواقية لشرور النفس الخبيثة والاساءة والسباب المقصود. إن تجربتنا مع الصحافة على مدى العشرين عاماً من تحقيق المنجز الوحدوي الوطني، اتسمت بالتقييم الموضوعي وتوظيف الكلمة لما هو اضافة لتطور الصحافة وامتشاقها قول الحق دون الاطناب الخيالي والفلسفة المتجردة عن الحقيقة والعمل مجدداً إلى إضافة تطورات وإبداعات إلى منظومة عملنا الصحفي وادخال عنصر التجديد والتحديث في نشاط الصحافة المحلية الحكومية وإيصال الكلمة واضحة جلية لا فيها أخطاء أو خلط متعمد أو تجاوز أو تهميش صحفي فكانت الصحافة المحلية الرسمية والحزبية شكلاً أرقى في عملنا الصحفي وإن حدثت بعض الاستهداف اللفظي والهجوم المقصود فإن مسيرة الصحافة منذ الوحدة وعبر منعطفات الصحافة اليوم بل يصل دور صحافتنا العربية واليمنية على السواء إلى مقارعة ما تقوم به الصحافة الصهيونية المعادية لأمتنا العربية الإسلامية من تشوية خطير لحضارة الإنسان وثقافة الإنسان العربي متخذة من الهبة العربية الأخيرة متنفساً للإساءة للموروث العربي الإنساني. إن التطوير المستمر والمطلوب لعملنا الصحفي والإعلامي يتطلب مزيداً من الإبداع والتأهيل المتواصل للكادر الصحفي والإعلامي لتمثل الصحافة اليمنية مكان الريادة والنضج الصحفي وتحقيق تطور ملموس والقدرة على المواكبة والتطور التقني العصري والمتوهج والابتعاد عن الطفرة الصحفية الشخصية الذاتية وإحداث نقلات نوعية في مجال الخبر والمقال الصحفي والتحقيق والإخراج الصحفي وتعامل الصحافة مع الحدث بصدق وما يخدم تطور عملنا الصحفي.