أظهرت الأحداث الأخيرة عملياً أن القوى المعارضة لاتمتلك مشروعاً وطنياً ينبع من الذات, ويعبر عن احتياجات الواقع ويلبي آمال وتطلعات الشعوب العربية ويحقق الاستقلال والحرية والسيادة الوطنية. والأكثر من ذلك أن بعض القوى المعارضة تجاهر بولائها للقوى الاستعمارية ولاترى في ذلك تحدياً لإرادة الشعوب مطلقاً, والبعض الآخر من المعارضة يركع ركوعاً كاملاً لإرادة الشيطان, ولم تعد تهمه الإرادة الكلية للشعب, وكل هذا البعض لايؤمن برؤية واحدة مطلقاً, وإنما لكل بعضٍ منهم مسار مغاير تماماً لمسار الآخر, وكل منهم يسير في خط لايمكن أن يلتقي مع البعض الآخر من المعارضة, ففي اليمن تجد يسار اليسار ويمين اليمين الذين هم أشد تطرفاً وأعظم فتكاً بالشعوب, ويظن البعض ممن لايدركون خطورة الغلو والتطرف يظن أنهم متفقون وملتقون, ولم يعلم أولئك أن الذي وحّد بين الأفكار المتناحرة ليس المصالح العامة للبلاد والخير للإنسانية وإنما مسألة واحدة فقط هي إسقاط النظام فقط, والدليل على ذلك أنهم استأجروا من جديد من يخرّب ويدمر ومن يردد شعارات الوقاحة والإساءة والبذاءة ضد الجيش والأمن والرموز الوطنية والناس أجمعين. إن البذاءات والتفاهات المستفزة التي يرددها أولئك المخدوعون والذين لم يبلغوا سن الرشد السياسي دليل واضح على إفلاس من يدفعون بهم إلى الشارع لإحداث الفوضى وإشعال الحرائق وتدمير الأخضر واليابس, وإن الدافعين لهم لايمتلكون رؤية وطنية واضحة المعالم, بل ولاتجمعهم برامج وطنية واحدة.. بقدر مايجمعهم الخراب والدمار, فقد قالوها بصريح العبارة: لايريدون الديمقراطية, وقالوها: لايريدون احترام إرادة الشعب, وقالوها بوضوح: لايقبلون بالتغيير السلمي وقالوها بوقاحة مفرطة: لايقبلون بالحوار, وقالوها بكل بساطة: إنهم يريدون التدمير الشامل وليس لديهم مشروع غير هذا, وقالوها: بأنهم مأمورون بذلك وليس لديهم أكثر من ذلك. فانظروا للمتظاهرين الذين يدّعون بأن مظاهراتهم سلمية وهم يحملون الهراوات والزجاجات الحارقة والقنابل والمتفجرات والعصي وكل أدوات التدمير, وتعالوا واسمعوا الشعارات والألفاظ التي يرددونها في مظاهراتهم, وانظروا الأفعال التي يرتكبونها في الشوارع, وتأملوا في أساليب الوقاحة وأفعال الإرهاب والإجرام التي يقومون بها .. أمثل هؤلاء يمكن أن يقودوا المستقبل والعياذ بالله؟!!. ولمن لم يصدق فإن عليه أن يشاهد فضائية الفتنة ليشهد على البذاءات والإرهاب بنفسه, وكفى الله اليمن شرور الحاقدين والله المستعان.