رغم ذلك الهم المزمن الذي تعاني منه مدارسنا في البيئة المدرسية وانعدام بعض ضروريات التربية والتعليم كالطاولات والكراسي والمختبرات إلا أن نسب النجاح لطلابنا وطالباتنا لاتشكل مصدر قلق فهي بطبيعة الحال مقبولة إلى حدٍ ما إذا ما نظرنا إلى الهموم اليومية بالمدارس , وما يتعرض له الطلاب من ضغوط يومية بسبب كثافة المنهج الدراسي.. وصعوبة بعض المواد الأساسية كالرياضيات والفيزياء واللغة الانجليزية وشحة الطاولات والكراسي وعدم توفر الحمامات وأحياناً المياه, فضلاً عن ضعف أداء بعض المدرسين والمدرسات, وافتقارهم إلى طرق توصيل معلومات المنهج المدرسي إلى فكر ووجدان الطالب إلى جانب سلوك المدرس العام وثقافته. وتسهم عوامل كثيرة ومتعددة في تكوين شخصية الطالب إلى جانب الأبوين والأسرة في المنزل فقد أثبتت الدراسات الحديثة وجود هذا التأثير في سلوك أطفالنا والعادات التي يكتسبونها منذ الصغر تبدأ من البيت ثم المدرسة والشارع. إن هذه الصعوبات اليومية التي تواجه طلابنا في بعض المدارس الثانوية والأساسية تشكل عوامل إجهاد وضغط على الطلاب ,وتعد عامل إحباط وتذمر على البعض الآخر بسبب تأخر الحلول السريعة وافتقار بعض الإدارات المدرسية إلى المهارات التربوية والتعليمية أو التفكير في إيجاد حلول ناجعة لهذه المشاكل اليومية في البيئة المدرسية. ورغم جهود وزارة التربية والتعليم في بناء المدارس على مستوى محافظات الجمهورية إلا أن تلك الجهود ستظل ناقصة وغير مكتملة إذا ما توفرت الإدارات المدرسية الكفؤة والقادرة على العطاء والإبداع وحمل هموم الطلاب اليومية والاستماع لهم , وخلق حوار يستند على أهمية وقدسية مهنة التربية والتعليم ,والبناء العلمي. واليوم فإن وزارة التربية والتعليم ومكاتبها بالمحافظات بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى ملامسة هموم هذه الشريحة الهامة في المجتمع ,وذلك من خلال الزيارات الميدانية للمدارس الأساسية والثانوية ,والتعرف على جوانب الإخفاق والتعثر وهموم الطلاب والطالبات, والبحث بجدية عن مخارج عملية وسريعة تسهم في استقرار العملية التربوية والتعليمية وكل مايعرقل سير التحصيل العلمي وانتظامه ,ويبعد هذه المؤسسة التربوية والتعليمية عن الصراعات الحزبية والسياسية باعتبارها قبلة للتحصيل العلمي والفكري فقط. وتبقى مشاركة الأسرة ودعمها ومساندتها للمدرسة ضرورة ملحة في تطوير مستقبل أبنائهم من خلال المتابعة وتقييم مستوى تحصيل أبنائهم الدراسي ,وتعزيز فرص التواصل وآليات المتابعة مابين الأسرة والمدرسة ومجالس الآباء وتشجيع وتحفيز الأبناء على التعليم كقيمة إنسانية لاتضاهيها أي قيمة أخرى.