اطّلع شباب اليمن وتابع بكل اهتمام الخطاب الموجه لهم من القائد رئيس الجمهورية وقاموا بتقييم أهم ما جاء في هذا الخطاب التاريخي, ولعل أهم ما جاء في مبادرة رئيس الجمهورية هو الحكم البرلماني ونقل كل الصلاحيات للحكومة والحكم المحلي. إن هذه المبادرة تثبت بما لايدع مجالاً للشك أن رئيس الجمهورية سباقٌ كعادته إلى حقن دماء اليمنيين وإلى كل فعل من شأنه أن يحافظ على العملية الديمقراطية وأمن وسلامة واستقرار اليمن. لم تكن مبادرة الأخ رئيس الجمهورية موجهة إلى أحزاب اللقاء المشترك فقط لأنها تخطت كل أحلام وطموحات اللقاء المشترك فهي تلبي أحلام القوى السياسية وأحلام الشباب حتى الإنسان اليمنى البسيط. إن أقصى ما كان أن يحلم به اللقاء المشترك هو مقاسمة السلطة بعيداً عن خيارات الشعب السلمية والديمقراطية, فقد سعى هذا اللقاء المشترك إلى المحاصصة بمعناها الطائفي والمناطقي بعيداً عن صندوق الاقتراع وخيار الشعب. إن هذا اللقاء المشترك ما فتئ في كل تصريحاته يعبر عن طموحه هذا وتراه دائما يقول: مقاسمة السلطة والثروة بمعنى مقاسمة ما يراه مغنما. نعم هذا اللقاء المشترك ليس له دور في المواقف الوطنية المغرمية ولذلك لم يشارك أبناء اليمن حربهم ضد التمرد الحوثى وضد دعاة الردة والانفصال في ما يسمى بالحراك الجنوبي. إن اللقاء المشترك لم يصرح يوماً بأن السلطة هي مصدر متاعب ومغرم, فهو لم يتعود التضحيات, ويرى التضحيات كبيرة على غيره كما هي كبيرة عليه, وطالما أن هذا اللقاء يرى السلطة مغنما فإنه لا يزال يشعل الفتن ويؤججها ويذكيها هنا هناك. ولو رأى هذا اللقاء أنها مغرم لما حارب بجميع الوسائل كي يقفز إلى سدة الحكم بعيدا عن الممارسات الديمقراطية السلمية الهادئة..إننا نحذر اللقاء المشترك من مغبة استغلال آلامنا وآمالنا من أجل مصالحه الخاصة ونظرته الضيقة وفلسفته المقرفة لمعنى كلمة معارضة. نحن شباب اليمن نعلن تأييدنا لكل ما ورد في مبادرة الأخ القائد ونشد على يده بسرعة وضمان تنفيذها, كما أننا نهيب بكافة مؤسسات الدولة سرعة تنفيذ ما جاء في مبادرات الأخ القائد غير ناظرة إلى مزايدات ومكايدات اللقاء المشترك. نريد من الأخ الرئيس والسلطة الحالية سرعة تلبية مطالبنا كشباب، نعم مطالبنا كشباب وكشعب وليس مطالب اللقاء المشترك وقياداته الهرمة. فطموح الشباب يختلف كل الاختلاف عن طموح هؤلاء العجزة الذين لا همّ لهم إلا المناكفة والمصارعة على السلطة. نحن الشباب ننادى بالأمن والحياة الكريمة وتوفير فرص العمل والخدمات وبناء الشباب اليمنى وتأهيلهم كي يكونوا أهلاً لحمل المسؤولية مستقبلا. أما عجائز المشترك فلا يهمهم إلا السلطة والتسلط فلديهم المال والجاه والنفوذ ولا ينقصهم إلا التسلط الشيطاني على الشعب. إن الرئيس علي عبد الله صالح وخلال هذه الأزمة تحدث إلى الشعب المرة تلو المرة, ليس من وراء الجدران كما فعل بعضهم بل نزل إلى الجماهير وخاطب الشعب وكل يوم يخاطبهم فهو منهم ومع مصلحتهم ولا يتكلم من برج عالٍ، خاطب الشباب وخاطب المعارضة وحيا الشباب الحر المستقل صاحب المطالب والمظالم والطموح. بل أعطاهم المكاسب دون أي عناء أو فوضى فما حصل عليه الشباب في اليمن فاق ما حصل عليه الشباب في مصر وتونس وبأقل تكلفة.. لماذا يدفعوننا نحن الشباب للفوضى؟ ومن مصلحته في دفع هذا الشباب إلى دائرة العنف. الرئيس قد حكّم كل عاقل في اليمن، حكّم مجلسي الشعب والشورى ثم رد الأمر إلى العلماء الذين للأسف نجد بعضهم أخلد إلى الأرض واتبع هواه عندما رأى كثرة الحشود فخاف أن يقول لهم الحكم الشرعي كي لا يقال له: ارحل, أو يُرجم من قبل هذا الشباب المشحون. نعم مثل هؤلاء العلماء شحنوا الشباب وشجعوهم بدل إسماعهم الحكم الشرعي الصحيح.. نعم للأسف بعض العلماء نزلوا إلى الشارع ليهيّجوا الشباب بدل مصارحتهم بالحقيقة وحكم الله، وغلبوا السياسة على الدين وحاولوا إيجاد مبررات دينية لما قاموا به، رغم أن الحكم واضح: وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم. والرئيس لم يأت بالكفر حتى نخرج عليه. اتقوا الله يا سياسيين، يا من تؤججون وتشحنون ساحات الاعتصام, فلمْ تقدموا مبادرة إلى الآن وليس لديكم أي مشروع، لا تمارسوا التضليل على البسطاء والشباب ولا تمارسوا الحرب النفسية فهل يعقل أن لا تفتحوا التلفزيونات في ساحات التغيير إلا على قناة تشحن الشباب بالحق والباطل “قناة سهيل”؟ هل يعقل أن تعلموهم عدم سماع وجهة النظر الأخرى..؟؟..هل يعقل أن ترفضوا كل من يأتي بحلول ألطف من إراقة الدماء وتتهموه بالعمالة للسلطة..؟؟ يجب علينا نحن الشباب أن نكون أكثر حرية وأكثر انفتاحا على مختلف الآراء والتوجهات، ولا نمارس دكتاتورية الرأي وأحادية الفكر. لابد أن نكون نموذجا لقبول الآخر. لابد أن نكون منفتحين فكريا وبعقول شابة وليست أجساماً شابة فقط، لابد أن نكون نحن الشباب نموذجا لانفتاح الرأي ونمارس الديمقراطية فيما بيننا نحن أولاً قبل أن ننقلها إلى سائر اليمن.