المحافظ الذي أعنيه هو الأستاذ خالد سعيد الديني - محافظ محافظة حضرموت, الذي استحق منا ومن أبناء حضرموت ساحلها وواديها تعظيم سلام لموقفه الشجاع والحازم من الفتنة التي كادت أن تستشري في (المكلا) عاصمة المحافظة جراء خلاف عسكري نشب ظهيرة يوم الاثنين الماضي 21 مارس الجاري، بين وحدات من قيادة المنطقة العسكرية الشرقية والحرس الجمهوري أثار قلق ومخاوف المواطنين في المحافظة, وكان لتدخل المحافظ الديني الأثر البالغ لتهدئة الموقف المتوتر حينها باجتماعه الفوري مع قيادة الطرفين, أوضح أثناءه أن أساس وجود الإدارة المحلية واحترام دورها ومكانتها في المحافظة هو ضرورة لازمة ولا بديل عنها سوى الفوضى . ولطمأنة أبناء حضرموت وجه في اليوم الثاني - أي الثلاثاء 22 مارس - بيانا لأبناء حضرموت عبر إذاعة المكلا أكد في مستهله :” إن المشروعية الدستورية يمثلها فخامة رئيس الجمهورية, وهو الرئيس الشرعي للبلاد حتى انتهاء مدته الدستورية, وكذلك الحكومة وما يتفرع عنها من جيش وأمن وقضاة وأجهزة مختلفة. وعن مسؤولية شجاعة لا مواربة فيها أو مخاتلة , أكد الأخ المحافظ للجميع عسكريين وأمنيين ومواطنين بالمحافظة : “ إن الأمن هو المطلب الأول في مراحل الاضطراب, وأهل حضرموت الذين تعرضوا للسلب والنهب في نهاية حرب صيف 94م, لا يريدون أن يُنهبوا مرة أخرى, ولا يريدون أن تكون ممتلكاتهم ومكاسبهم ومؤسساتهم العامة والخاصة غنيمة لأحد كائنا من كان” وبصريح العبارة قال:” إن من واجبه الدفاع عن أمن حضرموت وسلامة أبنائها وبناتها” وبعد أن طمأن أبناء حضرموت على استقرار الأوضاع الأمنية والمدنية, وأن الإدارة المحلية تقوم بعملها على ما يرام, وأوضح للجميع ما أعدته السلطة المحلية بالمحافظة من خطط لمواجهة أي نقص - غير عادي - في التموين والمحروقات وغيرها من الاحتياجات اليومية, وجه نداءه إلى قبائل حضرموت لتحمل مسؤوليتها التاريخية في حفظ أمن حضرموت, كما فعل آباؤهم وأجدادهم, ودعا الشباب في المدن إلى مساعدته في تنظيم أنفسهم للدفاع عن منازلهم وأسرهم في حال حدوث أي حوادث طارئة لا سمح الله. لقد أدرك هذا المحافظ الوطني الشجاع ببعد رؤاه وسعة أفقه ما يدور في الخفاء من مؤامرة خطيرة تحاك لحضرموت, وسيلتها إيهام أبنائها بضعف السلطة المحلية ووجود فراغ أمني فيها وغايتها الاستحواذ عليها في حال سقوط النظام - لا سمح الله - لتحقيق مطامع وأهداف ذاتية تستنزف ثرواتها وتمس كرامة وأمن أبنائها, فبادر ببيانه الجريء ولسان حاله يقول: اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد! قاصدا من وراء ذلك حث أبناء حضرموت على التكاتف والتضامن والالتفاف حول الشرعية الدستورية للسلطة المحلية وقياداتها لتأدية واجبهم الوطني, وهو أمن واستقرار حضرموت. قال الشاعر: إن القِداح إذا جُمعن فأمَها بالكسر ذو حنق وبطش أيِِِّدِ عزت فلم تكسر, وإن هي بُددت فالوهن والتكسير للمتبدد ( قيس بن عاصم) [email protected]