هناك ماهو أهم من استهلاك المفردات في وصف أيام الجمع في هذه الأيام المفخخة بأزمة سياسية يجب أن تنفرج بالانفتاح على العقل.. الوضع في الشارع وعلى مشارف المدن والقبيلة والبداوة لايحتاج إلى جمعة للرحيل ولا جمعة للزحف، وإنما إلى أيام كاملة للمحبة والتسامح والأخوة وتحكيم العقل والانصياع لما هو صائب.. وإذا كان ولابد من ركوب موضة الجمعة فيكفي أن نكرر الاحتفاء بجمعة الحق، تلافياً لأن تأتينا أيام لاتقبل أقل من تسمية جمعة الندامة وسبت الترويع وأحد الدم واثنين النهب وثلاثاء انقطاع كل الخدمات وأربعاء الموت الزؤام وخميس فات الأوان وحلت الكارثة بحوافرها الأربع. هذا الكلام ليس من قبيل التخويف المرسل، غير القائم على أساس، لكن رؤوس الفتنة تطل على اليمن بمثابرة، بينما الحل بسيط يتمثل في إعطاء بعضنا فرصة حوار نتجاوز فيه التمترس خلف فعل الأمر «ارحل».. مع أن الواقع على الأرض لايسمح بأن يقوم طرف بإلغاء الآخر مهما استعان بالحاسوب لضبط الحسبة. ليخرج أي نافخ في النار إلى الشوارع ويسأل الناس هل أنتم مع المزيد من النفخ في الأوار، أم مع العودة إلى الحوار الجاد وفي ضوء استقرار الإجابات ليكون الخصم والحكم.. أقصد الخصم والحكم الشريف.