استعيد رقم الستين مليون قطعة سلاح في أيدي الناس في اليمن فأقتنع بأن مايصلح في بلد لا يصلح بالضرورة في بلد كاليمن. ولهذا فإن الخيار الأفضل عندنا هو خيار الحوار الجاد الذي تسود فيه الكلمة السواء وليس المواجهات التي تستدعي ماهو نازف من الأجساد والعقول والضمائر. ورغم زحمة الحاصلين على لقب سياسي فإن المشهد يعكس تباعداً عن السؤال: كيف نحافظ على مصلحة اليمن بإطفاء الحرائق في مهدها بدلاً من النفخ في أوار النار. هناك من يريد حلحلة بعض عقده بتثوير الشارع على بعض، وأنا أقصد ما أقول، بدليل أن التنابز بين أي شخصيتين كبيرتين يجري حله باقتياد القدر الكافي من الثيران والبنادق ليكون القتيل والمصاب دائماً هو من في شارع المصادمات الخرقاء. في أي بلد متأخر هناك المطلب السياسي وهناك الاجتماعي وهناك الشخصي، وتلبية هذه المطالب لا تتم بالخلط وإنما بالفرز وتحديد الأولويات واستبعاد الخيارات المتطرفة التي تخلط الأوراق. ما نحتاجه في اليمن هو الانصات بصوت العقل ووخزات الضمير لتفادي خسائر مختلفة، كحصاد للواقع والضحية الأكبر هو الوطن الذي يراد منه انتزاع ما تبقى من حكمة ورحمة .. وسلام . نحن في اليمن نسكن بيتاً يحتاج للترميم ومقتضيات الترميم هي اللقاء والنقاش وتحديد الواجبات وقائمة الأولويات، هذا ما يقوله أنصار الهدوء والاستقرار وهم أغلبية الرافضين لفوضى الهدم ..وهذا ما يجب أن نفهمه بعيداً عن مخططات اللاعودة.