في كل دورة حياتية خاملة.. يبزغ من تفاصيلها من يجدد دماء عروقها الشاحبة.. ويجيد النفخ في رماد انكفائها على طاولة جهلها.. ويبدد وحشة دروبها.. ويثمر في جفافها.. وينجح في كسادها.. ويمنح خوفها أمناً ويأسها أملاً وطوق نجاة. ولهذا اقتضت حكمة الله تعالى أن تدور عجلة الحياة وفق مساراتٍ تصعيدية تُعنى بماهية الإنسان، ومدى تواصله الطبيعي مع المكونات الإلهية على الأرض في إطار تميزه واستخلافه على هذا الكوكب المسكون بحُمّى القطيعة وأوار الخلافات والشتات. وبما أننا في عصر العلم والتكنولوجيا فمن غير المعقول أن يظلّ الإنسان على أدواته البدائية والتقليدية في التعامل مع من حوله.. وإنما يجب عليه التخاطب مع كافة الحضارات الإنسانية.. وفق منهج الانفتاح العقلاني الممنهج بتقديم ما لديه من إمكاناتٍ عقليّة وثقافية تستندُ إلى ما يعتقده، طالما وهو يقدّم شيئاً محموداً فيه منفعة الناس وليس ما تمليه نزعات الشرّ الكامن في عروقه التي ينبغي أن تتوجه باتجاه الحق وتمكين العدل والمساواة. لذا ينبغي على المسلمين خاصة أن يُمكنّوا عقولهم بمنحها التفكير الخلاّق للحاق بركب الحضارة الإنسانية، منطلقين من سماحة الإسلام وشموليته؛ كونه صالحاً لكل زمان ومكان.. وليس بطريقة من أغلقوا باب الاجتهاد والانفتاح على الآخر والاستفادة منه وفق أهوائهم الضيقة لتحقيق مصالحهم الآنيّة الممقوتة.. والتي لا تعود إلا بالضرر على المسلمين.. وبالتالي تتأثر فاعلية الإسلام كمنهج يتسع لكل مناحي الحياة.