إن الصفات الإنسانية برهان على إيمان المرء بأهمية الحوار والقبول بالتعايش مع الغير لأن مجرد الاعتراف بالصفات الإنسانية يعني القبول بالرأي الآخر والتحاور معه والتعايش ,ولذلك فإن الحوار سمة من السمات الإنسانية تجعل الإنسان يقبل بأخيه الإنسان ويتعرف عليه ويتبادل معه المنافع والمصالح. إن تجارب الحياة الإنسانية أثبتت أن البدايات الأولى لتكون المجتمع قامت على مبدأ الحوار بين الأفراد الذي أسفر عن قيام الجماعة الإنسانية المتحاورة والمتآلفة والمتفاهمة وبفضل الحوار والتفاهم استطاعت الجماعات الإنسانية أن تكوّن الدول وتعمر الأرض وتزيح الأخطار التي كانت تهدد الإنسان .. لقد كان الحوار سائداً في المجتمعات البدائية وقد استطاع الإنسان بالحوار أن يقيم حضارات إنسانية.. ولئن كان الحوار هو أساس الحياة في مختلف مراحل تطور حياة الإنسان فقد جاء الإسلام الحنيف وجعله منهج حياة الإنسان المؤمن بالله رب العالمين وجعل الحوار مبدأً أساسياً أو ركناً من أركان الحياة الآمنة والمستقرة وبناءً على ذلك فإن الإنسان المسلم لايمكن أن يرفض الحوار وإن ظهر البعض ممن يلبسون ثوب الإسلام ويرفضون الحوار فإنهم برفضهم للحوار إنما يرفضون منهج الحياة الآمنة الذي أكد عليه ديننا الإسلامي الحنيف وأي رفض للحوار يعد رفضاً للإسلام الحنيف وقيمه الحميدة ويعد رفض الحوار عدواناً على المبادىء والقيم الإنسانية التي جسدها الإسلام في حياة المسلمين. إن المشهد السياسي الراهن يؤكد أن بعض القوى السياسية قد سلكت مسلكاً غير شرعي برفضها للحوار أو مماطلتها له وأن إصرار تلك القوى على العنف والإرهاب والتخريب والتدمير ودليل على عدم تمسكها بالإسلام واحتكامها للطاغوت وخروجها عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولذلك فإن على الشعب المؤمن بالله العظيم أن يدرك بأن قوى الكيد والضلال لاتريد له الحياة الكريمة والآمنة وإنما تريد إذلاله وكسر قوته وانهاء مقدراته خدمة لأعداء اليمن الذين لايروق لهم رؤية اليمن واحداً موحداً قوياً وهنا ينبغي على الكافة الحفاظ على الشرعية الدستورية وعدم التفريط فيها والاعتصام بحبل الله في مواجهة قوى الشر والعدوان وعلى العقلاء في اللقاء المشترك أن يبادروا إلى الحوار لتفويت الفرصة على المتآمرين على يمن الإيمان والحكمة وأن نصل جميعاً إلى كلمة سواء من أجل اليمن وأمنه واستقراره ووحدته بإذن الله.