في عام 1972م تم إرسال المركبة الفضائية بايونير عشرة إلى كوكب المشتري لدراسته ومتابعة الرحلة عبر النظام الشمسي, وكانت المواجهة الأولى عاصفة الحجارة والرمال التي كان عليها اختراقها بين المريخ والمشتري، وهو مكان كوكب تدمر على الأغلب في أحقاب سابقة. والسبب حول هذا الافتراض هو سيطرة القوانين على كل شيء في هذا الوجود الذي نعيش فيه، سواء في مستوى الذرة أم المجرة؛ فكما افترض مندلييف وجود عناصر بعد اكتشاف قانونه الدوري ووجود خانات فارغة، مما دفعه إلى القول إن هذه المربعات موجودة وهي أماكن مخصصة لعناصر لم نعرفها بعد، وهو الذي حصل بعد ذلك فتم اكتشاف الجرمانيوم والغاليوم ومنحت أسماء قومية في ظروف حروب قومية وعالمية، أو في مستوى الكون حينما وضع كبلر قوانينه الثلاثة المشهورة عن الكواكب في النظام الشمسي. وعندما وضع كبلر الفلكي الألماني قوانينه الثلاثة كان الثالث أشدها تعقيداً, حيث ربط بعد الكوكب عن الشمس برحلته الزمنية حول الشمس؛ فقال إن النسبة التكعيبية للبعد هي مثل النسبة التربيعية للدوران، وشرح هذا كالتالي في كوكبي عطارد والأرض؛ فالأرض تدور حول الشمس في 365 يوماً في حين أن عطارد يحتاج 88 يوماً, كما أن بعد عطارد عن الشمس 36 مليون ميل في حين أن بعد الأرض 93 مليون ميل؛ فإذا ضربنا الزمن مرتين في بعض كانت الأرقام على التتالي لكل من عطارد والأرض: 7744 و133225 وبتقسيم الثاني على الأول تكون النسبة 17,20 ومن الغريب أن البعد مضروباً في نفسه ثلاث مرات هو على التتالي لكل من عطارد والأرض: 46656 و804357 وبتقسيم الثاني على الأول تكون النسبة 17.2 مرة ثانية. وعندما طبق هذا القانون على كل الكواكب المحيطة بالشمس وجدها واحدة باستثناء مكان واحد لم يكن فيه كوكب بل بقايا شظايا فاعتبرها كوكباً تدمر فيما سبق من سحيق الأزمان وفقاً للقانون الذي اكتشفه. أما القانونان الآخران لكبلر فهما حول شكل وسرعة دوران الكواكب حول الشمس؛ ففي الأول قال إن دوران الأرض حول الشمس يتم وفق شكل أهليليجي وليس دائرياً كما افترضه أرسطو العقل الجبار، حينما تصور أن أفضل أشكال الدوران هو الدائري، وتصور من بعده صاحب النظام الفلكي بطليموس أن دوران الشمس حول الأرض هو على نحو دائري؛ فأخطأ مرتين فلم تكن الشمس هي التي تدور حول الأرض بل العكس, كما أن الحركة هي إهليلجية، والفرق بين الحركتين أننا لو أخذنا عموداً وقطعناه بزاوية قائمة ينتج الشكل الدائري، وإذا قطعناه بشكل مائل خرج الشكل البيضوي الأهليلجي، وهي حركة دوران الأرض حول الشمس. وأما القانون الثاني لكبلر فهو سرعة دوران الأرض أو عموم الكواكب حول الشمس؛ فهي تزداد سرعة كي تهرب من الحرارة حينما تتقرب من الشمس، وتتباطأ لتنعم بخريف وربيع جميل بعيداً عن وهج الشمس الفظيع. والمركبة بايونير عشرة قطعت الرحلة لكل الكواكب وهي تنطلق بسرعة 44 ألف كيلومتر في الساعة الواحدة في الخلاء بين الأنظمة الشمسية. ولكن قبل أسابيع قليلة ومن أسبانيا جاءت معلومات مثيرة عن تباطؤ سرعة اندفاع المركبة، مما يدخل خللاً في تصور النموذج الكوني عند علماء الفلك. “لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس, ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.