مشكل الإسلام مع أبنائه, لقد تركوا العمل به، فضلاً عن التسيير به الأباعد, الذين يجهلون تشريعاته وأحكامه. لقد أصبح الإسلام في محيطه مجرد شكل وحسب، بل أصبح كثير من المسلمين يتشبهون بأخلاق يهود , يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.. في كثير من المحاكم, يسيطر الأوصياء على حقوق أخواتهم وأرحامهم والأيتام والضعفاء الذين لايسعفهم المال لدفع الرشوة ولم تسعفهم ثقافتهم للدفاع عن حقوقهم السليبة. في المجتمع علماء يكذبون على الناس، يقولون بألسنتهم ماليس في قلوبهم , كثير من التجار يتعاملون مع الربا وهو خلق يهود، وفي الأسر يمارس الكذب إلى درجة أن الكبار قدوة سيئة للصغار, في الدولة يمارس المسئولون الظلم والقهر ضد الرعية المساكين، وهناك طواغيت كبار يسرقون الصغار, بل ينهبونهم فتذهب لأقسام الشرطة تشكو، فتصبح أنت المشكو بك .. إن الإسلام أصبح غريباً في وطنه ولاتستطيع أن تقنع أجنبياً بالإسلام خاصة صاحب الثقافة البسيطة، لأنه يطلب مثالاً على سماحة الإسلام فلا يجده.. حكام يملكون خزائن الدنيا بينما مواطنوهم يصابون بالجنون، جراء مطالب الحياة البسيطة وهي كثيرة، قصور الكبار تشاد قصراً, فاثنين، فثلاثة في المدينة الواحدة بينما يسكن المواطنون في الصفيح والمقابر والغم والهم والهرم.. فأين الإسلام؟ لجأنا إلى العلماء فخذلنا كثير منهم ,فلقد أصبح كثير من العلماء عبيداً للحياة الدنيا, يجمعون المال والعقارات، ولاينفقون في سبيل الله، ولايأمرون بالمعروف ولاينهون عن المنكر إلا بدافع دنيوي رخيص, ولو صلح علماء الأمة لصلحت.. وهذا الذي يصعد المنبر غالباً, إنما هو غلام ينفذ أوامر دنيا لا أمر آخرة.. أما القلة من العلماء الأ فاضل فلقد أصبحوا كالمناضلين من المتحزبين لا وجود لهم بفعل إرهاب العلماء الطغاة والمتحزبين الطغاة لهم. الإسلام سلوك حميد وقدوة حسنة، فلننظر من هم علماء اليوم، إنهم عبيد الدنيا الامن عصم الله.. إن الرياء هو الشرك الأصغر, ولقد آن الأوان أن نعمل بكتاب ربنا ونعود للإسلام النقي الصفاء الجميل المظهر والمخبر.. إن مشكل الإسلام ليس مع الغير وإنما هو مع أبنائه.