لم يعد هناك في تعز من يستطيع أن يكذب أو يدعي بأن بعض المعتصمين المدفوعين من أحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتهم حزب التجمع اليمني للإصلاح ما زالوا يناضلون سلمياً أو أن «ثورتهم» ما زالت تحافظ على طابعها السلمي..! ما حدث طيلة الأسبوع الماضي في تعز هو فوضى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، قام بها ونفذها بقصد وتعمد وبغرض التصعيد بعض الشباب وبتحريض ودفع مسبق من قبل قيادات أحزاب المشترك وكاذبون ألف مرة إن نفوا أو قالوا غير ذلك!.. دفعوا بعض الشباب لقطع الشوارع واستفزاز رجال الأمن والاحتكاك بهم، بل والاعتداء عليهم، وتحريضهم على اقتحام مبنى المحافظة والقصر الجمهوري وبعض المؤسسات والأجهزة الحكومية.. فأين الطابع السلمي في هذا الفعل، وما الهدف من وراء هذا التصعيد ومن المستفيد من كل ما حدث وما زال يحدث في تعز من تصعيد وتعطيل للحياة؟!.. بإمكان أحزاب اللقاء المشترك أن تكذب وتستمر في الكذب وإطلاق الإدعاءات الزائفة فهذا عهدها منذ سنوات، ولكن ليس بإمكانها أن تعطي عقول من يسمع الشعارات الخارجة عن نطاق الأدب والأخلاق ومن يشاهد ويرى ما يحدث في الشارع في مدينة تعز من اعتداءات ومحاولات متكررة لاقتحام أو بعبارة أصح« لاحتلال» مبنى المحافظة.. ليس بإمكانها أن تعطي عقولهم إجازة، أو تقنعهم بأن ذلك نضالاً بطابع سلمي.. ليس شرفاً ولا بطولة ما يقوم به اليوم أصحاب نظرية «النضال السلمي» سيئ الصيت والسمعة.. ولا يمكن أن يدعي شرف وبطولة التخريب والفوضى الدموية والشغب والعنف الحاصل في تعز أو في أي مكان آخر غير تعز إلا مخرب وفوضوي مهما مارس من تحايل أو ظل يغني ليل نهار «نضالنا سلمي»!!.. قيادات أحزاب اللقاء المشترك المتخفون تحت عباءة الشباب كشفوا حقيقة «الثورة» التي أشعلوها باسمهم..، بل استولوا على آمال وطموحات وتطلعات الشباب ونراهم اليوم وهم يقذفون بالبعض منهم في أتون الشغب والعنف ويمنحوهم صفات المناضلين وألقاب البطولة والنتيجة سقوط الأبرياء ضحايا هذه الأفعال الحمقاء بقليل من المال المدنس وكثير من الخديعة والكذب!.. هؤلاء وبسبب أفعالهم المنكرة وتحريضهم الدائم والمستمر للشباب في الخروج عن الطابع السلمي والقفز على الواقع الوطني يقودون ليس الشباب وحسب بل المجتمع اليمني بكامله إلى الهاوية.. تسببوا في قتل الأبرياء من الشباب، وتسببوا في شق الأسرة اليمنية الواحدة على مستوى كل قرية وعزلة ومديرية ومحافظة، وعلى المستوى الوطني عموماً..، وتسببوا في إثارة الحقد والضغائن بين الناس..، ونراهم اليوم يتسببون في جر البلاد والعباد إلى السقوط الأكثر غرابة وغباوة.. وفي الأخير يحمّلون علي عبدالله صالح ومناصريه ومن يرفعون راية الأمن والأمان والمحبة والسلام مسؤولية ما يحدث وما سيحدث مستقبلاً!.. ليس من العقل إقناع الناس بأن ما يحدث من إطلاق للرصاص على رجال الأمن واعتماد العنف والشغب والاعتداء على المصالح العامة بغرض «احتلالها» هو نضال سلمي ووطني.. وليس من العقل أن نخرج عن إطار الأدب والأخلاق والفضيلة ونردد شعارات مليئة بالإسفاف والانحطاط والبذاءة إن أردنا أن نقول أو نشعر الآخرين بأن هناك «ثورة تغيير» في اليمن!.. يكفي نزيفاً فنحن جميعاً أبناء هذا الوطن لن نحتمل مزيداً من النزيف إن اتسع الجرح.. فكلنا في الهم شرق.. لنكن أكثر رقياً في تعاملنا وفي نضالنا إن أردنا أن نحقق التغيير في اليمن..، ولنلجأ إلى التحاور بدلاً عن التقاتل إن أردنا الانتقال السلمي للسلطة وإبعاد شبح هذا الهم القاتل المسيطر على نفوسنا وعقولنا.. [email protected]