رفعت اليابان درجة التحذير الإشعاعي من مفاعلها النووي في فوكوشيما على المحيط الهادى إلى سبعة أضعاف, أي ما يعادل قوة إشعاع مفاعل تشيرنوبل في أوكرانيا التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي السابق وبقي المفاعل تحت إدارة الخبراء الروس بعد الاستقلال. ونذكر أن آثار انفجار تشيرنوبل 86م تخطت الحدود إلى عدة دول مجاورة وأخرى بعيدة, حتى إنه وصل إلى تخوم جزيرة العرب وإيران, وتسبب في مقتل عشرات الآلاف وإصابة مئات آلاف آخرين معظمهم إصاباتهم دائمة بما في ذلك الأجنّة والمواليد نظراً لتعرض المياه والأغذية والأسماك إلى الإشعاعات, فكان ذلك الحجم المخيف من المشوّهين, وتلك المساحة الواسعة من الأراضي والمزروعات والثروة الحيوانية التي نفقت أو فسدت تربتها. ومأساة فوكوشيما نتجت عن الزلزال الذي وقع في الشهر الماضي وأدّى إلى تسونامي أفدح من تسونامي اندونيسيا عام 2004م والذي أدّى إلى أضرار بالغة ولكنها غير خطيرة بمستوى تسونامي وزلزال اليابان الذي ضرب عدة مدن ومنها العاصمة طوكيو ومازالت سلاسله متوالية, حيث شهدت العاصمة اليابانية زلزالاً بقوة ست درجات يوم الثلاثاء الماضي. فالذي حدث في تشيرنوبل وفي اليابان أصاب الدول المجاورة وغير المجاورة بالذعر, فكانت كوريا الجنوبية وعدة دول شرق آسيوية أصدرت قرارات بحظر استيراد السلع اليابانية الزراعية والصناعية وخاصة الأغذية الجاهزة والمعلّبة, وقامت بفحص ما كان في طريقه إليها يوم الزلزال, واعتراف اليابان بتعرض عدة مفاعلات نووية لأضرار لم تستطع إصلاحها أو تبريد مفاعلاتها التي تأثّرت بشكل كبير رغم الجهود التقنية التي بذلت لتفادي انفجار خزانات الوقود النووي ومحاصرة انتشاره السريع. ترى هل لدينا في اليمن أجهزة فحص الإشعاعات في الموانىء والمطارات والمنافذ البرية, وإذا كانت موجودة هل تعمل أو تستخدم في كل الأوقات نظراً لوقوع مصانع كثيرة في البلدان الصناعية بالقرب من المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية, أم أن الإنسان اليمني أصبحت لديه مناعة ضد السموم الكيماوية التي توجد بها نسبة من الإشعاعات بفضل القات والخضروات المشبعة بالمبيدات السامة من عدة أنواع وبدرجات متفاوتة تزرع الأمراض في الأجساد مباشرة أو لفترة حضانة لا تقل عن عدة شهور أو سنوات؟!.