قال تعالى: “وأن الله لا يهدي كيد الخائنين”. إن تقرأ آيات الله على ضريح الحكاية بخشوع.. فتلك ما لا طاقة لي به فالخيانة رائحة عفنة، لا يشمها أو يتأذى منها سوى الأوفياء، لذا هو شعور لا يُرى بالعين المجردة ولكن دلالته الأفعال .. كل هذا حدثتُ به نفسي وأنا أسابق صندوق بريدي بحذف مقالات الإعلامي عبد الباري عطوان وهو يقدم لنا أخطر صور الخيانة وهي قضية خيانة القومية العربية، فالرجل هذا تسلل إلى كل بيت عربي يحمل داخل دفتيه قلماً وورقة وبين القلم والورقة هناك ثقة منحت له بلا حدود خانها بطريقة فائقة .. فهو رجل عاشق لحب الأنا التي تحرص على الظهور ولو على حساب الآخرين.. لوث الورقة بمداد الخيانة وهو يرفع التقارير إلى استخبارات الاسكتلنديارد (mi6 وni5 ) وهو يتغنى بشعارات القومية العربية. واختار العديد من حوله الصمت ولا شيء غير الصمت ليقينهم بأن لا شيء يبرر الخيانة .. فكل الأعذار لاتسمن ولا تغني من جوع .. يقيناً بأنه سيأتي يوم ويقف الجميع في وجه هذا العميل المزدوج.. وصمتت في نفس الوقت فلسطين وهو أحد أبنائها وهو يعزز قوة حزب الله ضارباً عرض الحائط بدموع كل الأمهات الفلسطينيات وهن يرفعن أيديهن إلى السماء متوسلات إلى بارئهن بأن يخذل من خذلها فما بالك بمن خانها..!! تُري يا عبدالباري .. لماذا عندما يخون البعض يعتقد أن لا أحد يرى.. ولا أحد يدري وينسى أن الله أول من يرى وأول من يدري..؟ تُرى يا عبدالباري.. لماذا الإنسان الخائن يواجه الخيانة بالغضب، والإنسان النقي يواجه الخيانة بالصمت ربما لأن الخيانة تفجر الخائن وتشل النقي!! أو ربما لأنك حين تخون إنساناً خائناً فأنت تخونه وحين تخون إنساناً مخلصاً فأنت تقتله؟؟ تُرى يا عبدالباري.. هل سألت نفسك بعد أن قابلت أسامة بن لادن وأنا هنا لا أدافع ولا أعطي لهذا الرجل وزناً أكبر من وزنه ولكني أذكرك بأغلى لقاء رفعت فيه لمصاف العملاء الدوليين ودعمت فيها بورق خذلت فيها القلم العربي عبر صحيفة "القدس" البعيدة عن القدس بأن للخيانة وجوهاً كثيرة ماهو أقذرها..؟ واكتشفت أن أقذرها خيانة إنسان غافل ..!!! تُرى يا عبدالباري ..هل غلطة الرئيس اليمني الذي أكرمك وأمنك على لحظات حرم منها الكثير ممن يحلمون بأن يعود بيديه إلى مفرس الزراعة الذي تركه ليحصد معهم بذور البن التي تلذذت بها وأنت تشربها عند كتابتك كذبتك بأن “علي” وشعبه لا يملكون لغة غير لغة السلاح وهي من وحي خيالك ضارباً بأمانة المجالس عرض الحائط فالخيانة وحل عميق وبحر قذرلا يجيد السباحة فيه سوى المتلوثين أمثالك ! تُرى يا عبدالباري.. ألم يرعبك صباح يوم وأنت تشق طريقة الخيانة أن يخرج الأنقياء من صمتهم فيضيعون أوقاتهم في استفسارات غبية لتبرر لهم خيانتك التي هي بحد ذاتها خيانة؟! تُرى يا عبدالباري.. ألم يرعبك المساء وأنت تتدثر بغطائك فتختنق فترخيه عن وجهك وتكتشف بأن شبح سؤال يطاردك: لماذا أنت إنسان خائن ومن تخون؟! تُرى يا عبدالباري.. ألم تكتشف وأنت ترى وجهك في المرآة بأنك رجل قد مسّك الخبث تظهر مالا تبطن، وتجيد أدوار البراءة، وتحسن افتعال الغباء، لتحقق لنفسك، تنتهز الفرص لتترقى في عالم الخيانة إلى رتبة عقيد؟! تُرى يا عبدالباري.. ألم تؤمن بعد بأنها لعبة الأيام بك.. لا أكثر ولا أقل، وبأن لدغة الخيانة ستصيبك بإذن الله لأنه أقوى ..وأشد؟! فالخائن لا يؤتمن على مال ولا على عرض ولا على عمل، ولا على دين، فهو منبوذ من الناس، ملعون من الله تعالى.. فقد حذر الإسلام من الخيانة في آيات قرآنية كثيرة، وأحاديث نبوية عديدة، ذلك لأن الخيانة صفة تنكرها الفطرة النقية، وتأباها النفوس التقية. قال تعالى: “إن الله لا يحب الخائنين”، وقال: “إن الله لا يحب كل خوان كفور”، وقال: “إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً”.