لا يبدو في الأفق القريب أو المنظور حل لمشاكلنا ونهاية لمتاعبنا في نظر الغالبية العظمى من اليمنيين الذين يرون أنفاقاً وليس نفقاً واحداً نسير فيها فتتشتت جهودنا للتغلب على واحد منها, فما بالنا وقد كثرت وتوالدت وأصبحنا شبه مقتنعين أن حقنا في الحياة المستقرة المطمئنة قد ضاع في ردهات وكواليس الأحزاب المتجهة نحو التصعيد في تصفيات الحسابات الشخصية على جثثنا وأكوام المنشآت والبنى التحتية للاقتصاد والزراعة والصناعة والتعليم والصحة؟!. وتحولت شعاراتهم إلى مطالب بهدم ما بُني في خمسين عاماً خلال أسابيع للتعجيل بإنهاء كل مظاهر الحياة وسقوط رموز الماضي من أعلى الهرم إلى قاع القاعدة لكي لا يكون للباني الجديد أساس سهل يعيد فوقه بناء أو استئناف بناء ما تدمّر بأيدينا بعضنا بعضاً وكأنه ليس ملكنا وليس في مصلحة أبنائنا وأحفادنا!!. اتقوا الله يا من تتحدثون باسم الشعب في هذا الإنسان الذي يقول بالفم المليان: أنا تعبت.. تعبت, ولا أستطيع تحمُّل ما تعجز الجبال عن حمله طيلة هذه السنوات الطويلة, وأريد كل من يتحدث باسمي أن يبرهن على ذلك بحماية الحق العام والخاص ومن ذلك الغاز والكهرباء والخدمات الصحية والتعليم والهدوء. فالطوابير بحثاً عن الغاز والاحتجاج على عدم توفره قد طال القرى وما بينها, والتعبير عن الرفض لهذه المعيشة الضنكى هو قطع الطرق بالاسطوانات الفارغة والأحجار لعل ذلك يعيد إلى الفرقاء صوابهم, ويتفقون على ألا تمس الأساسيات والضروريات كالطعام والوقود والخدمة الصحية والتعليم والكهرباء والوظيفة والموارد العامة بالأذى. لأن ذلك قد حدث ما أفقد خزينة الدولة عشرات المليارات من العملة المحلية والأجنبية والذي سيؤدي إلى تعطيل الحياة وشل الحركة تماماً. تعبنا ولما نقترب من الفرج الذي تحلينا بالأمل في خلقه بإرادتنا ووعينا ووطنيتنا التي نتغنى بها قولاً ونحاربها عملاً, بل نعاديها وكأنها عدو لنا بعكس ما تعنيه لكل البشر أينما كانوا وفي كل الأزمنة. فليس من الوطنية التمادي والإيغال في الحقد المتبادل بين أشخاص أو جماعات وهم يعلمون ويلمسون أن نتائجه الكارثية يتحملها فقط الإنسان العادي البسيط الذي يدفع الضرائب المتنوعة والمتصاعدة ليحصل على حقوقه الأساسية من أمن وسكينة وخدمات ومتطلبات أخرى وعدالة ومساواة وحفظ للعرض والحياة والمال!!.