مشاعر الاتزان غالية، كذاكرة المفكر، ووجدان المحلل ، ونضج الكاتب لذا المشاعر غير المتزنة موجعة حين تصلنا متأخرة ومحاولة إلصاقها بنا تؤلمنا كثيرا بعد أن تكون أجسادنا قد اعتادت على مشاعر متزنة...!! فليس من السهل نسف تضاريس المشاعر حين يصل المفكر والمحلل إلى منتصف الطريق... فبدايات المفكر والمحلل محمد صالح المسفر كانت جميلة متزنة آمنة ولكن نضجه أصبح مرعباً لماذا؟ لسبب بسيط في النضج لا مجال للتجربة، ولا مجال لتكرار الخطأ، ولا مجال للتعلم من الخطأ، ولا مجال للاعتذار عن الخطأ !فالسقوط والكسر في النضج هاوية مخيفة !وكاتب ومحلل ومفكر في نضجه يتملك قدرة التمييز بين الأمور المزيفة والأمور الحقيقية لديه قدرة على سماع دقات قلب الحقيقة بوضوح فسنوات النضج يا سيدي المفكر لا تؤمن بمبدأ التبديل والتغيير في تضاريس الفكر والمضي على قاعدة البقاء للأقوى والغائب عن عين الأجندة العميلة غائب عن سطور الحقيقة التي تعودناها من قلم مفكر وكاتب كأستاذنا محمد صالح المسفر فإن كانت بداية استفسارنا حول هجومه على نضام دولة قائم بهذا الشكل المتذبذب بعد أن كان من أفضل من كتب عنه ومقالته مازالت شاهده عليه فذلك أصبح لنا نحن القلم اليمني الموجود على الساحة... كانكسار الجبل الشامخ بعد هزتها هزة أرضية قوية قلبت موازين الصف العربي الواحد . فيخذلنا أستاذي النضج كثيراً حين نتخلى في منتصف الطريق أو في منتصف الموج أو تحت الريح أو قبل المرحلة النهائية بقليل! إنها المرحلة المرة من العمر فلوعدنا لبعض كتاباتك التي كانت تفيض بمشاعر الاتزان والحب لليمن لقدرة دهشة قارئيك من محبيك في اليمن ...وقطر كانت من الدول الخليجية الشقيقة التي حرصت على وحدة الصف اليمني وقدمت الكثير من أجل اليمن السعيد فعودة لمقالاتك حول تأييدك لعدم تدويل المشاكل اليمنية في مقال(قطرواليمن والوحدة اليمنية) حيث كتبت بقلمك المتزن التالي: “ إن أمير دولة قطر عندما نبه إلى أهمية عدم تدويل الشأن اليمني يدرك ما يقول وهو في تقديري ينبه ويحذر النظام السياسي والمعارضة معاً بخطورة الوضع وصعوبة إيجاد الحلول كما هو حال جنوب السودان لو أمعنت الأطراف في السير في طريق تدويل الخلاف اليمني بين النظام ومعارضيه” ، وفي مقال آخر بعنوان (السودان واليمن والدور العربي ) قلت : “ لا جدال بأن الرئيس علي عبدالله صالح صادق في نواياه الوطنية وأنه حريص على الخروج بالوطن من المأزق الذي يعيش فيه، لكن الحفاظ على الوطن لا يكون بحسن النوايا وإنما بالأعمال . وفي تقديري أن الرئيس علي عبد الله صالح بذكائه الفطري قادر على حل كل ما يعكر صفو الأجواء السياسية اليمنية من الجنوب ومن الشمال إلى الوسط بطرق سلمية دون عنف ونؤكد أن العنف المسلح لا يقيم دولة ولا يحقق وحدة وطنية ولا يحقق تنمية اقتصادية بل يعمق الكراهية والحقد والاستعانة بشياطين الإنس لهدم الصرح الوحدوي الذي بناه الرئيس علي عبدالله مع الشرفاء من الشعب اليمني”. فكيف نجدك اليوم تعود للوراء وكأن سفينة عمرك لا تتحمل نموذج لرجل ناضج يأبى أن ينفذ أجندة خارجية فلا يعرض شموخ وطنه للانحناء وأنت أول من تابع مع كل اليمنيين كيف أدار ستة حروب وهو يسيطر على الوضع واليوم تنعته بالمتقلب والمتلون فمشاعر النضج يا سيدي تلتصق بالوقار والاحترام أكثر من التصاقها بالموجات العالمية والأجندة الخارجية . أستاذي.. احترم نضجنا وجنبنا عرى الأعذار الواهنة، والحجج المكشوفة، والصدف المفتعلة.. احترم نضجنا وجنبنا آثام الفكر، وسقوط الفكر، وخطايا الفكر. أستاذي... احترم نضجنا ولاتشجعنا على الكذب باسم الحرية المؤطرة بالعمالة، والتحايل باسم القلم الصحفي، والتبرج والسفور باسم الأستاذ الجامعي. فصندوق الدنيا.. قد يحتوي الدنيا لكنه لا يرجع محبتنا إذا فُقدت من الصندوق، فاحترم غيرتنا ولا تقذف بنا لقمة سائغة في فم الظنون ولا تعرضنا للإعدام اليومي بمشنقة السؤال ونحن نقاوم السؤال القاتل تجاهك.. قل لي بربك: هل أنت بمقالك هذا تقدم انقلاب المسفر على اليمن، أم انقلاب دولة قطر، أم أن خدمة الأجندة الخارجية تتطلب ذلك؟.. فإذا ما استقر رمح السؤال في قلبك لا تدخل رأسك تحت قطعة القماش لتبحث عن الإجابة في صناديق الدنيا... فلن تعثر على إجابة تقدمها لشعب اليمن في نهاية لعبة مكشوفة فصناديق الدنيا قد تحتوي كل الإجابات لكنها لا تحتوي إجابة على سؤالنا، فمشاعر النضج هي المفترق الخطير بين قمة الأشياء وقاعها، ورغبة الجنوح ورغبة التهور، و رغبة الطيران لإثبات شيء ما للتمسك بشيء ما قبل الخروج من الجلد. ويبقى السؤال الذي لا ننتظر إجابته لا منك ولا من أي قلم ثبت بأنه يخدم الأجندة الخارجية للوطن العربي وليس اليمن فقط .. ما ضيرك والشعب يريده أكان صادقاً أو كاذباً أو متلوناً رمزاً لشموخ اليمن وقوة اليمن وبقاء اليمن وشرعية اليمن؟! وأذكرك بأننا لم نقم إلى الآن بدور المتطفل في شؤون بلدكم التي بتنا نحس بأنها أحد أطراف النزاع في جملة التآمر علينا وسأختم مقالي بدعاء كتبته بأحد مقالاتك«اللهم احفظ اليمن وأهله وشرعيته».