إن مما لا شك فيه ولا ريب أن تنظيم القاعدة هو المستفيد الأول والأخير من الأزمة السياسية اليمنية الراهنة، وهو من جنى ثمارها، وقطف أزهارها، وكسب مضمارها، وتنفس فيها الصعداء، وعادت إليه الحياة من جديد، وكم تمنى لو تدوم إلى أمد بعيد، وأجل غير مسمى. وهذا التنظيم الخبيث والسرطان الجاثم على جسد يمن الإيمان والحكمة، كان قد أوشك على الانتهاء، والاستئصال الكامل، على يد أبطال قواتنا المسلحة والأمن البواسل، وذلك قبل حلول هذه الأزمة، عبر ضربات جوية موفقة، حصدت رؤوس الكثير من قادتهم، والعديد من كبرائهم، ولاذ آخرون منهم بالفرار، واختفى الباقون خائفين يائسين في الأوكار. غير أن هذه الأزمة كانت لهم بمثابة الفرصة الذهبية، ليستعيدوا قواهم، ويتأهبوا للظهور من جديد، ويقوموا بتنفيذ مخططاتهم الإرهابية، وعملياتهم الإجرامية ، بكل هدوء وأريحية، مستغلين بذلك انشغال أجهزة الأمن بتأمين حياة المواطنين داخل المدن، جراء قيام المظاهرات والمسيرات التي تجوب الشوارع والأحياء والأزقة، وهي ما بين مؤيدة ومعارضة للشرعية الدستورية. مع أن الإخوة في اللقاء المشترك كانوا يكذّبون وجود “تنظيم للقاعدة” في اليمن، وكانوا يشيعون أن الحكومة هي من تختلق هذا التنظيم، وتقوم بضربات عسكرية موجهة إلى قلب الصحراء وبطون الأودية، من أجل استدرار الدعم الخارجي، والذي يأتي إلى الحكومة تحت مسمى “مكافحة الإرهاب” ورغم بطلان هذا القول، وتعريته من الصحة، وافتقاده للمصداقية، ومجانبته للصواب، فإن العاقل لا يقبله، كما أن اللبيب يسخر ممن يتفوه به، ولهذا فإن اللقاء المشترك لا يمكن أن يؤمن بوجود هذا التنظيم إلا إذا تولى السلطة - لا سمح الله - حينها سيرونهم رأي العين، بل وسيكتوون بنارهم. إذن لابد من إيجاد الحلول السريعة والأسرع في أقرب وقت ممكن لهذه الأزمة من قبل كافة الأطياف السياسية، حتى تتفرغ أجهزتنا الأمنية لملاحقة هؤلاء الإرهابيين، ودك أوكارهم، وتطهير أرض السعيدة منهم، ولا شك أن رجال الأمن سيلاقون منهم عناءً شديداً، لأنهم قد تزودوا بالعدة والعتاد خلال هذه الأزمة، ولكن رجال أمننا البواسل لهم بالمرصاد، سيتصدون لهم بكل حزم وعزم، وهم معروفون أي رجال أمننا بشجاعتهم النادرة، وبطولتهم المنقطعة النظير، وقد شهد لهم بذلك العالم أجمع، ووقفوا لهم وقفة إجلال وإعظام، وسيطهرون أرض السعيدة من رجسهم، وينظفونها من دنسهم، ويخرجونهم منها أذلة صاغرين. وسيبقى وطننا العزيز بلا إرهاب.. بفضل من العزيز الوهاب.