هل الآباء أو المعلمون أو الإدارات المدرسية أم الطلاب أنفسهم أم هم هؤلاء جميعاً مسئولون عن رسوم الطلاب في الامتحانات؟. من الصعب جداً تحديد المسئولية بجرة قلم وإلقائها وبكل بساطة ويسر على عاتق جهة معينة بالذات ولكن هذا لا يمنعنا من أن نبدي أسفنا وتذمرنا الشديدين لرسوب هذا العدد الكبير من طلابنا وطالباتنا في الامتحانات والاختبارات الشهرية والفصلية والنهائية وامتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية العامة. فمن يدري أن رسوب الطالب أو الطالبة كان ناتجاً عن إهمال والدهما أوولي أمرهما لواجباتهما نحوهما أو كان بسبب بؤس وفقر الطالب والطالبة أو لوجود مشاكل عائلية معقدة أشاعت في نفس الطالب أو الطالبة القلق والاضطراب والحرمان ثم من يدري فقد تكون الجذور العميقة لهذا الرسوب أتت من أسباب وجهات أخرى ليس من الطالب أو الطالبة أوولي أمرهما. على سبيل المثال المناهج الدراسية وصعوباتها وتعقيداتها أوضحت أن الإدارات المدرسية وسوء الاختيار الأمثل للمعلم أو المعلمة والمدير أو مكاتب التربية والتعليم المركزية والمحلية في المحافظات والمديريات في عشوائية توزيع المعلمين والمعلمات وظهور نقص جوهري أدى إلى وجود حصص أو علوم بكاملها خارج الجاهزية لفترة طويلة وهذا ما أربك الإدارات المدرسية وهذا ما هو حاصل في هذا العام الدراسي في عدد من المدارس القديمة والجديدة أو الغياب المتكرر من قبل المعلمين والمعلمات لأسباب مختلفة. إن مجمل الدلائل تشير إلى مسئولية الآباء والأمهات عبر التربية الصحيحة والتوجيه والإرشاد وتحمل المسئولية كاملة تجاه أبنائهم وبناتهم ومراقبة السلوك العام والمواظبة على الدراسة والالتزام بمواعيد وواجبات الدراسة والمدرسة فالمدرسة ليست كل شيء بل مهمة الآباء والأمهات الجزء الأهم والمكمل لهذه المهمة التربوية. والمهمة الكبرى تتحملها وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات والإدارات المدرسة في الوقوف أمام ظاهرة الرسوب المزعجة سواء أكان في الاختبارات الشهرية والفصلية أوالنهاية وامتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية العام الدراسي الماضي وتقييمها تقييماً دقيقاً واستخلاص النتائج وتحديد المهام الجديدة لتحسين المستوى الدراسي خلال هذا العام والعمل على معالجة النقص الملحوظ في المدارس من المعلمين والمعلمات والمستلزمات الدراسية الضرورية لاسيما المدارس الجديدة التي تعاني من هذا النقص إضافة إلى ضرورة مواصلة الدورات التأهيلية للمعلمين والمعلمات وتواصل الموجهين الفنيين على المدارس بما يؤمن تحسن ملحوظاً في التحصيل الدراسي وضرورة الاهتمام بالمكتبات المدرسية لتطوير قدرات الطلاب والطالبات الثقافية والفكرية وكذا الندوات الثقافية والمسابقات والنشاط اللاصفي على نحو من البرمجة والتخطيط بالإضافة إلى تطوير أداء الإذاعات المدرسية وموادها الإعلامية المقدمة والإشراف التربوي من قبل المسئولين في التربية والتعليم على المدارس لمعرفة مستوى الدراسة والمصاعب والقصور الملحوظ في الأداء اليومي المدرسي.