ثمة ثورة مرتدة غاضبة للجياع والبسطاء والمطحونين والمستضعفين والمعدمين، والمقهورين والمهمشين، والغالبية العظمى من الصامتين والقنبلة الموقوتة من اللاجئين الصوماليين في اليمن لو انفجر بركانها ستقتلع الجميع. اليمن وبشهادة الواقع المر والظروف المأساوية المتفاقمة يتجه صوب الانهيار اللامسؤول والتحلل الاجتماعي والاقتصادي والقبلي والجغرافي غير المسبوق، مؤسسات الدولة ومرافق الإنتاج ومصادر الدخل القومي ومصادر الطاقة والتكرير بدأت تتوقف، هذا يعني أن شريان الحياة في المجتمع سيتوقف لا محالة.. إذا لم نسارع إلى إنهاء السبب الذي يحول دون التوافق والبدء في تنفيذ المبادرة الخليجية باعتبارها مبادرة للانقاذ السريع، فإن الأمور ستتراكم للأسوأ، لن تكون المبادرة الحالية قادرة على تجاوز الأزمة، بل سنحتاج إلى مبادرات متتالية للإنقاذ وإعادة الأمور إلى طبيعتها. لابد أن تنتهي هذه المهزلة القائمة بين السلطة والمعارضة ويضعوا حداً لهذا العناد اللا مقبول خلال الأيام القادمة، على ألا تتعدى حدود الأزمة الزمني شهرنا هذا الذي طالما تفاخرنا بأننا صنعنا فيه المعجزة اليمنية، وياحبذا لو أعدنا الألق والبريق الوطني ليوم 22 مايو، سنكتب تاريخاً جديداً لليمن الوحدوي الديمقراطي الجديد. مالم يُعد طرفا الأزمة لجادة الصواب وتغليب المصلحة اليمنية العليا، فإن المجتمع اليمني سيدشن معركته الضرورية والملحة مع صانعي الأزمة متجاوزاً الجميع، لأن العناد والهزل السياسي الأطرش قد زاد عن حده، بل وتجاوز نقاط الخلاف والاختلاف المشروع إلى مستوى غير مقبول من المماحكات وتصفية الحسابات الشخصية والحزبية والقبلية بين أصحاب المصالح وناهبي المال العام والمتنفذين من كل طرف، للصبر والتحمل حدود وطاقة. العقلية اليمنية بحاجة إلى الحركة والتفكير ,تتجاوز مربع الصمت والانتظار السلبي تجاه مايدور في الساحة اليمنية, تتساوق إيجابياً مع دواعي الانهيار ومربع الهاوية التي نقترب منها كل يوم.. الانقاذ السريع للحالة يتطلب اليقظة لا النوم, التفكير لا التصفيق, تحمل المسئولية بحقها، حتى لو استدعى الأمر إزاحة السلطة والمعارضة معاً عن الساحة والمشاركة, لأن اليمن في الوقت الراهن يحتاج إلى القرارات الشجاعة لا إلى الصمت أو المراوغة والمداهنة حتى لانذهب جميعاً إلى المجهول. فاتورة الأزمة المحتدمة بين السلطة والمعارضة حتماً وفعلاً وعقلاً سيدفعها البسطاء والمطحونون، أي الأغلبية الصامتة التي ينبغي أن تتحرك لتتجاوز الجميع وتكون هي المبادرة الحقيقية للإنقاذ, حاملة قائمة بكل المتسببين بهذه الأزمة، كبروا أو صغروا, وكل الذين نهبوا المال العام واستباحوه جهاراً نهاراً، والذين اصبحوا بين يوم وليلة مليارديرات وأصحاب شركات عملاقة وأرصدة متخمة وعقارات لاعد لها. الحساب لابد وأن يطال الجميع ويعيد لليمنيين حقهم المسروق والمنهوب، لاحصانة لمن نهب وسرق حتى يعود الحق لأهله، سواء كان ذلك الحق في الداخل أو قد هُرب إلى أرصدة وشركات وعقارات في الخارج. [email protected]