أحداث متسارعة لاتترك هامشاً للجدل والمهاترات والتقاط الأنفاس , إنه إعصار يكاد يدمر الحياة ,يوقف حركة الوطن وتنميته ,يدخل البلاد في متواليات من الفراغ والعنف والعنف المضاد.. الوضع بحاجة إلى قرارات شجاعة تغير القراءات والوجوه والاحتمالات، بعيداً عن لغة التسويف والتوازنات والمحاباة والمحسوبيات التي لم تزد البلاد خلال الفترات السابقة إلا تعسراً , ضاعفت من نزعة التملك للوظيفة العامة والمؤسسات، وامتهان حرمة الحق العام والمال العام بدون وازع من ضمير أو مجتمع أو قضاء أو سلطة أو دين. إزاحة الفاسدين وناهبي المال العام والمتسببين في إفساد وتخريب مؤسسات وأجهزة الدولة إلى القضاء أمام الله والناس ,لن تضعف الدولة أو تذهب بقوتها وهيبتها، بل على العكس من ذلك ستزيد الدولة قوة ومنعة, سيزيد من احترام وتقدير اليمنيين للسلطة بشكل غير مسبوق, في الوقت نفسه ستدفع بالجميع حتى المعارضين والمختلفين والصامتين إلى حماية المبادرة والموقف وقرارات التغيير الفعلية التي اتخذت من قبل القيادة السياسية كمعالجة سريعة للحالة ومتطلباتها، وإصلاح الاختلالات الناجمة في مسار الحياة اليمنية المؤسسية والاجتماعية على السواء. الاعتراف بصعوبة المرحلة وتكالب الظروف غير المناسبة التي تتفاقم يوماً بعد يوم لايقلل من مصداقية ومكانة الدولة وحرص السلطة على الخروج من المأزق، وتفادي انحصار اليمن في المنعطف الخطير , بل سيكون عاملاً قوياً لتحقيق الحلول واستحضار المعالجات المناسبة , الأمر الذي سيخلق وعياً يمنياً مسئولاً لتجاوز الإعصار سلمياً وبأقل الخسائر. بلادنا على مفترق طرق ,إما إزاحة الفاسدين وتنظيف مؤسسات الدولة منهم واسترجاع الأموال العامة التي نهبت إلى خزينة الدولة، ومحاسبة المتسببين في تعثر المشاريع والقروض، وإيقاف تسلط وعبث المتنفذين حيثما وجدوا, لأن هذه الخطوات ستولِّد قناعات حقيقية لدى الجماهير اليمنية بجدية، وفاعلية التغيير وقوة وقدرة القرارات التي اتخذت من قبل القيادة السياسية. وإما الفوضى العارمة وازدياد وتيرة العنف واستفحال التداعيات وتطور سلبي للفعل ورد الفعل الذي لايخدم اليمن ولاثنائية السلطة والمعارضة وشراكتهما في الساحة السياسية, بل يدفع بالجماهير اليمنية في الشارع لتجاوز السلطة والمعارضة وخلق واقع جديد لايعلم كنهه وحالته ونتائجه إلا الله والراسخون في التدبير وصنع المماحكات. المؤسف أن الإعلام اليمني يعيش خارج التغطية, كأنه غير معني بالأمر , وغير قادر على تغطية محايدة وموضوعية لحراك الشارع اليمني ,لابد من قيامه بنقل الصورة الحقيقية التي تصنعها المظاهرات وحالات التخريب المتعمد للمؤسسات والممتلكات, نقل صادق للأصوات التي تطالب بالتغيير، أو الأصوات التي تؤيد السلطة وتدافع عن رأيها , المهم ألا يكون الإعلام اليمني في مربع الصمت وعدم الاكتراث لما يقع في الشارع اليمني، لأن القيادة السياسية بحاجة إلى تكوين الرؤية الصحيحة التي تنبني على علم كامل بما يدور في الشارع اليمني الملتهب. [email protected]