صارت النفايات أو القمامات في بلدان عديدة مصدراً مهماً من مصادر الدخل القومي لأنها صارت مصدراً خاملاً بديلاً للمواد الخام الطبيعية، وهي بديل أرخص من المواد الخام الطبيعية المستوردة أو المستخرجة من الطبيعة ناهيك عن الآفاق الجديدة التي فتحتها أمام الإنسان( الفرد، المجتمع، الدولة) فالنفايات لم تعد ترمى لقد أصبحت مادة هامة لتوفير المادة الأولية لصناعة التدوير ومصدر تدخل لأناس كثيرين ولعمال كثر ولدول عديدة وتعد صناعات التدوير من الصناعات العملاقة وتتم في مجمعات صناعية ضخمة خلقت فرص عمل واسعة لفئات مختلفة “عمالاً عاديين عمالاً متوسطي الكفاءة والخبرة وعمالاً ذوي خبرة وعمالاً مؤهلين فنيين إداريين مهندسين عمال نقل، شركات نقل النفايات ثم نقل المنتج، شركات تسويق” و...و...الخ. حيث تقوم هذه الصناعات في البداية بجمع النفايات “القمامات” ثم نقلها إلى المناطق الصناعية ليتم فصلها عن بعض المواد الصلبة لوحدها والمواد البلاستيكية لوحدها والأقمشة لوحدها مع كل المواد الورقية ..والمواد المعدنية لوحدها والزجاجية لوحدها ثم فصل المواد المعدنية عن بعضها حديد لوحده وألمنيوم لوحده وهكذا وخلال عمليات الفصل تتم عملية إبعاد الشوائب وكما يسمى الخبث البائن غير المختلط حتى المواد العضوية لصناعة الأسمدة أو تدفن في أماكن النفايات بعد تجميعها بسمك معين تغرس أنابيب في الداخل وتدفن وتزرع المساحات فوقها لتحول إلى متنزهات وأراضٍ خضراء بينما الأنابيب يتصاعد منهار الغاز بعد تحلل المواد العضوية وهو غاز يستخدم كطاقة مباشرة أو لتوليد الكهرباء ويعد هذا الغاز من الطاقة النظيفة. في بلادنا صرنا نلاحظ اليوم أناساً يجمعون المواد البلاستيكية طيلة اليوم وكذا المواد الزجاجية من القمامات والمقالب ويبيعونها ليعيشوا منها أي أنها مصدر لرزقهم ومعاشهم وعليه وضعت العنوان “قمامة قوم عند قوم فوائد” لكن مع ذلك فنحن مازلنا نهدر في المقالب مئات بل آلاف الأطنان لتشكل مصدراً أساسياً لتلويث البيئة وتدميرها بل ومصدراً لبعض الأمراض الوبائية التي لم يستدل عليها ولا غرابة فاللامبالاة والاستهتار ديدننا.