ثورة المعارضة في اليمن ثورة سلمية بطعم الموت، ومدعمة بفيتامين “آر بي جي” ومزودة بحبيبات القناصات والأسلحة الثقيلة، صُنع حميد الأحمر وإخوانه. وبما أن كل إناء ينضح بما فيه، ومصداقاً لقول الشاعر: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ فقد كشفت لنا الأيام حقيقة أحزاب اللقاء المشترك، وثورتهم التي أطلقوا عليها منذ ولادتها اسم “سلمية” من باب التضليل والتعمية، وقد اتضح للجميع بمن فيهم المغرر بهم، أن هذه الثورة لا تمت إلى السلم بأية صلة، وأن السلم بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وأنه لا يجمع بينهما سوى الاسم فقط.. أما الحقيقة والواقع، فإنها ثورة هدم وتخريب..وثورة حقد وعداء...وثورة حرب ودمار...وثورة خوف ورعب..وثورة انفلات من المبادىء والأخلاق..وثورة انقلاب على الدستور والقانون...وثورة مصادرة للحقوق والواجبات..وثورة انقضاض على الوحدة والجمهورية...وثورة تتوق إلى عهود سيادة القبيلة والسلطنة، والمشيخة، والمناطقية!! وما عساك تنتظر من ثورة تقليدية أسست من أول يوم على الفوضى، وسقيت بدماء الأبرياء، وتزعمها أهل المصالح والأهواء وما بني على الباطل فهو باطل، على حد قول القاعدة الفقهية المشهورة!! بل وماذا تتوقع من ثورة “مسروقة”قام اللقاء المشترك بسرقتها من بين أيدي الشباب، الذين كانوا هم أول من وضع لبنتها الأولى، وقصوا شريط الافتتاح،وكانت أهدافهم مشروعة،ونواياهم سليمة، ومطالبهم واضحة، ولم يلبثوا قليلاً حتى قام المشترك بالسيطرة التامة على هذه الثورة وأقصوا الشباب من الواجهة، ودفعوا بهم إلى المحرقة، وأقحموهم في أعمال إجرامية، وجعلوا منهم مشاريع استشهادية..ولم يفق أولئك الشباب إلا على صوت المدافع والصواريخ التي تطلقها عصابات أولاد الأحمر على المؤسسات الحكومية..ويوجهونها صوب منازل الأبرياء من المواطنين..بلا وازع من دين..أو ضمير من إنسانية...وحينها أيقن الشباب أن ثورتهم ماتت قبل أن تبلغ سن الرضاع، وأنها وجدت لتفنى،وأنه لا ناقة لهم فيها ولا جمل..وعندئذٍ ندم الشباب ولات حين مندم..وعاد من عاد منهم إلى منازلهم بخفي حنين، وإن شئت فقل: عادوا بخفي توكل كرمان!!