أن مايجري حالياً على مستوى العالم العربي يؤكد حقيقة الصراع بين الأمم وهي رسالة مهمة لابد من توظيفها بصورة خلاقة وتتطلب وجود إدارة قيادية فاعلة لمستلزمات هذا الصراع واستثماره بطرق حضارية وإعلام قوي يرتكز على رؤية إعلامية واتجاهات مؤثرة في وجدان الجماهير العربية والإسلامية المستهدفة من سخونة هذا الصراع وأهدافه القريبة والبعيدة. إن وجود عقول مخلصة وواعية بمهامنا الفكرية والأيديولوجية وإستراتيجية معمقة الجذور تستوعب بصورة واضحة وجلية هذه المهمة الصعبة إضافة إلى كل هذه العوامل والأهداف فلا بد من وجود جهات تنفيذية تمتلك القدرة لاجتياز هذه العواصف والمنزلقات الخطيرة وتؤمن لهذه المجاميع العربية والإسلامية الصمود والمقاومة في وجه التيار الغربي والغزو الثقافي الأجنبي لضمان حياة مستقرة لهذه المجاميع بعيداً عن ظاهرة التحكم والهيمنة والتدخل الأجنبي لامتصاص خبرات وثروات الوطن العربي بمزيد من الحيل والخطط الملتوية وسيناريو الاصلاحات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان. إن حالة عدم التوازن التي أظهرتها الأحداث العالمية مابعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م وغزو العراق والمماحكات السياسية والدعوة إلى دمقرطة الأنظمة العربية وإشاعة الديمقراطية بالقوة تدعونا مجدداً للتأمل والدراسة الواعية لدى خطورة هذه الهجمة وما سمي بالإرهاب لوضع الواقع العربي والإسلامي أمام مهماته التاريخية وتجسيد قرارات قمة سرت الليبية الأخيرة لقطع خط الرجعة على محاولات المخططات الصهيونية وتحديث الفكر العربي والتعليم والدين الإسلامي الحنيف إن على الأمة العربية والإسلامية تحمل المسئولية والارتقاء بإعلام عربي متميز وخطاب إعلامي عربي واحد لمجابهة ظاهرة التحديث الإعلامي الغربي الصهيوني والوقوف إلى جانب معاناة الشعب الفلسطيني ومايواجه الفلسطينيون من حصار وخطط تدميرية للمقدسات الإسلامية والقدس الشريف. وهذا مايدعونا الآن قبل أي وقت مضى إلى التفكير والتأمل في طبيعة الأحداث والسيناريوهات وأن نمتلك عوامل القوة والتأثير لتوظيف المساعي العربية العربية نحو الاصطفاف العربي باتجاه تحقيق مشروع الوحدة العربية وأن نمتلك القرار الصائب والرؤية العربية الواحدة والارتفاع فوق الخلافات العربية العربية وتعزيز التضامن العربي والمسار الاقتصادي والتنمية وتوفير العديد من المعطيات لمواجهة الأخطار والتحديات التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية ومن بينها الأزمة المالية الاقتصادية العالمية ومخاطر الحداثة والعولمة وصراع الحضارات والدعوة باستمرار إلى تبني الحوار في حل الأزمات واعتماد التسامح والوفاق الطريق المثلى باتجاه تعزيز التضامن العربي.