من المعطيات الماثلة للعيان أن الإعلام العربي لم يرتقِ بعد إلى مستوى التحديات الراهنة والمتغيرات ومايتردد من أحداث وتطورات خطيرة تنصب في معمعات الإصلاحات الديمقراطية المنطلقة من مشروع الولاياتالمتحدةالأمريكية « الشرق الأوسط الجديد» وهذا مايؤكد تنامي الدور الريادي لإعلامنا العربي في مواجهة المخطط الصهيوني ومحاولات الإملاءات من الخارج والهيمنة والاستحواذ وطمس الهوية القومية العربية والاستهداف الأحادي الجانب ضد الأنظمة العربية والإسلامية بهدف محاولة تخليها عن جوانب مشرقة ومضيئة في تاريخها الحضاري والإنساني وقيم الدين الإسلامي الحنيف. إن وسائل إعلامنا العربي لم تصل بعد إلى درجة التأثير الإعلامي الفاعل والحشد الجماهيري والسياسي وإذكاء روح الحماس الوطني واستيعاب المهام والواجبات المناطة بأمتنا العربية ونفض غبار الترهل الإعلامي والإداري والسطحية والعمل على رفع درجة الفاعلية والارتقاء بمستوى التأهيل الإعلامي والقدرات الإعلامية المؤثرة في نشاط وبرامج الاذاعات العربية والقنوات الفضائية والصحافة والتعامل بإيجابية مع مصفوفة التحديات الصحافية المعاكسة لكافة التطورات الساخنة ومايجري في أروقة الإعلام العربي من تحدٍ ودرجة من التصدي والتعمق والخطاب الإعلامي الخشن والتقليل من قدرة العمل العربي والإعلامي. القليل من الفضائيات العربية تمكنت من الوقوف الند للند وبمستوى الطموح وكشف الأمور الملتوية والتصريحات المتشنجة في استجابة واعية وحتمية لمرحلة الصراع الفكري والسياسي الساخن ومنها قناة الجزيرة بقطر والعربية واللبنانية وقناة أبوظبي هذه القنوات وغيرها استطاعت أن تقوم بتغطية إعلامية جادة وعطاء إعلامي متميز في أحداث الحادي عشر من سبتمبر وحرب افغانستان وحرب العراق.. هذا النشاط قوبل بالعداء الصارخ والاستهداف الشخصي لعدد من الرموز الصحافية المتمرسة بينما البعض من الفضائيات العربية تسرف بسخاء في التسالي والتماهي والملاهى والموسيقى لإلهاء المشاهدين عن المهمة الرئيسة والخطر الداهم الذي يهدد مصير ومستقبل الأمة العربية. ومن هنا فإعلامنا العربي في حاجة ماسة إلى التنوع في الأداء الإعلامي والاختيار الدقيق للمواد الإعلامية ذات الطابع المؤثر والحساس والداحضة لأراجيف القوى المعادية وتخرصاتها الفارغة حول تسويق الأفكار الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى منطقة الشرق الأوسط والعمل على خلق جبهة اعلامية قادرة على التخاطب بأكثر من لغة وأكثر من خطاب والتراشق بالكلمات وتوضيح الأدلة الدامغة لصواب منهجنا الوطني وإعلامنا والاصلاحات الديمقراطية الداخلية واستنفار كافة الامكانات الإعلامية وتوظيفها للعمل العربي لإزالة غبار الزيف والتضليل السياسي المغلف وتجاوز السلبيات والقصور الذي يعاني منه إعلامنا العربي وخلق رؤية إعلامية عربية موحدة تنطلق من مسؤولية تاريخية ومكونات وطنية تعبر عن تطلعات الجماهير العربية في الحياة لبناء حياتها الجديدة والمستقرة نحو التضامن العربي والوحدة العربية الشاملة وعكس مايعانيه شعبنا العربي الفلسطيني من عدوان همجي بربري وإبادة حقيقية عبر القتل والتنكيل والبطش والاغتيالات والدمار والحصار عبر الجدار العنصري الفاصل إضافة إلى مايعانيه الشعب العراقي من عدم استقرار سياسي وأمني واجتماعي وتجويع وفقر وبطالة ووضع حكومي مثير للقلق أوجد خلافات جوهرية ونزعة طائفية عرقية. إن أمام إعلامنا العربي والعاملين في هذه الجبهة الإعلامية المهمة مهاماًَ وواجبات معقدة أكثر من أي وقت مضى تتطلب الاستيعاب الأمثل والممارسة المستمرة والتفنن في الطرق والأساليب الإعلامية المختلفة والتطوير لكل خطواتها وأساليبها في تعاملها مع الابداع الصحفي والإعلامي والتحليلات الإعلامية والتناول الجريء والصراحة والوضوح والانطلاق من مناخ ديمقراطي وجعل الكلمة الصادقة معدن هذا العطاء وزاده الإعلامي وسلاحاً في وجوه الضاربين على دفوف الزيف وقلب الحقائق والتذرع بالمبررات الواهية والعقيمة من أجل خلق اعلام عربي مؤثر يواكب تقنيات العصر والعولمة والحداثة وثورة المعلومات وايجاد صحافة حرة بكل المقاييس ترتقي إلى مصفوفة الصحافة المتقدمة نحو خطوة تجديدية توفر للقارئ والمشاهد والمستمع العربي أفضل مايقرأ وبفهم بعيداً عن الدهاليز اللغوية المعقدة وبمضمون اعلامي متطور وفلسفة اعلامية مقبولة وموقف اعلامي ملتزم لقضايا الوطن والجماهير، اعلام يمثل الامتداد الطبيعي لقرارات وزراء الاعلام العرب ويعكس النتائج المستخلصة من القمم العربية لردم بؤر الترهل والعبث الإعلامي وهي دعوة أخرى لنقابات الصحافيين في الدول العربية والصحافيين العرب أن يمثلوا في مناقشاتهم واجتماعاتهم الجانب المهم في تطوير الدور الإعلامي والصحفي لمئات بل آلاف الصحافيين لانتشال الكلمة الصحافية من سباتها وإطلاق العنان للكلمة المقاتلة الجريئة..والعيش مع آلالاف المؤلفة من الصحافيين الذين آمنوا أن النضال من أجل القضاء على الفساد الحلقة الأولى نحو حياة معيشية فضلى وتنمية اقتصادية واستثمارية.