المعطيات الماثلة للعيان تؤكد أن الإعلام العربي لم يرتق بعد إلى مستوى التحديات والمتغيرات الراهنة وما يتردد من أحداث وتطورات خطيرة تنصب باتجاه الإصلاحات الديمقراطية وتنامي الدور الريادي لإعلامنا العربي في مواجهة المخطط الصهيوني ومحاولات الإملاء والهيمنة والاستحواذ وطمس الهوية القومية العربية، فإعلامنا العربي بحاجة ماسة وملحة إلى التنوع في الأداء الإعلامي والاختيار الدقيق للمواد الإعلامية ذات الطابع المؤثر والحساس والداحضة لأراجيف القوى المعادية وتخرصاتها الفارغة وخلق رؤية إعلامية عربية موحدة تنطلق من مسئولية تاريخية ومكونات وطنية معبرة عن تطلعات الجماهير العربية نحو بناء حياتها الجديدة باتجاه التضامن العربي والوحدة العربية الشاملة وعكس ما يعانيه الشعب الفلسطيني من عدوان همجي بربري وإبادة جماعية حقيقية والحملة المحمومة الظالمة نحو التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية . وإزاء كل هذه المعطيات فإن أمامنا وأمام إعلامنا العربي والعاملين على هذه الجبهة الإعلامية المهمة والساخنة العديد من المهام والواجبات في مقدمتها الترجمة الحقيقية والجادة والأمينة لقرارات القمم العربية ومؤتمرات وزراء الإعلام العربي والاستيعاب الأمثل لمتطلبات هذه المرحلة الراهنة والهامة في مسيرة الإعلام العربي والارتفاع بدور الوسائط الإعلامية العربية إلى المستوى المنوط بها ونفض غبار الترهل والتردد والسطحية والارتقاء بمستوى التأهيل الإعلامي والقدرات الإعلامية المؤثرة في وجدان الأمة العربية والإسلامية وتقديم العطاء الإعلامي المطلوب في هذا الطرف الحساس من مسيرة الإعلام العربي والأمة العربية وما نشاهده عبر الفضائيات العربية لا يعكس الطموح العربي في إيجاد الإعلام المؤثر والقليل فقط من هذه الفضائيات العربية تمكنت من كسر حاجز الصمت إلى مدارات إعلامية جادة وأكدت دورها الإعلامي في مرحلة الصراع الفكري والسياسي ومن بينها قناة الجزيرة بدولة قطر والعربية واللبنانية، هذه القنوات استطاعت أن تقدم تغطية إعلامية جادة ونوعية ومتميزة وعطاءً إعلامياً مؤثراً بينما الكثير من القنوات العربية أسرفت في التسالي والتماهي والملاهي والموسيقى وإلهاء المشاهدين عن المهام الرئيسية والخطر الداهم الذي يهدد مصير ومستقبل الأمة العربية ووحدتها وهذه مسألة هامة لابد أن تكون محل اهتمام لدى مؤتمر القمة العربية القادمة واجتماع وزراء الإعلام العرب للرد بقوة على الإشاعات المغرضة والمعادية لأمتنا العربية باتجاه الإعلام العربي الملتزم والصحافة القادرة على عكس ما تحقق على الصعيد العربي برؤية صحفية تلامس الواقع العربي.