من المعطيات الماثلة للعيان ان الاعلام العربي لم يرتق بعد إلى مستوى التحديات الراهنة والمتغيرات ومايتردد من احداث وتطورات خطيرة تنصب في معمعان الاصلاحات الديمقراطية المنطلقة من مشروع الولاياتالمتحدةالامريكية الشرق الاوسط الجديد وهذا مايؤكد ضرورة تنامي الدور الريادي لإعلامنا العربي في مواجهة المخطط الصهيوني والهيمنة والاستحواذ وطمس الهوية القومية العربية والاستهداف الأحادي الجانب ضد الانظمة العربية والاسلامية بهدف تخليها عن جوانب مشرقة ومضيئة من تاريخها الحضاري والانساني وقيم الدين الاسلامي الحنيف. إن وسائل اعلامنا العربي لم تصل بعد إلى درجة التأثير الاعلامي الفاعل لاذكاء جذوة الحماس الوطني والارتقاء بمستوى التأهيل الاعلامي والصحفي، فما نشاهده عبر الفضائيات العربية ليس بمستوى الطموح فالعدد القليل من هذه الفضائيات كشف لنا الكثير من المخاطر المحدقة بمسيرة وطننا العربي الاسلامي وقدمت عطاء اعلاميا متميزاً في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وغزو العراق 2003 وافغانستان، ومن هنا فإعلامنا العربي بحاجة ماسة إلى التنوع في الاداء الاعلامي والاختيار الدقيق للمادة الاعلامية ذات الطابع المؤثر لتعبئة جماهيرنا العربية للتصدي للقوى المعادية وخلق رؤية إعلامية موحدة تنطلق من مسئولياتها التاريخية والنضالية وحرصها نحو التضامن العربي وعكس معاناة الشعب الفلسطيني وبربرية العدوان الصهيوني ومأساة الشعب العربي في ظل الاحتلال الامريكي والفوضى الامنية لزرع الفتنة الطائفية وايجاد موقف اعلامي ملتزم لقضايا الوطن العربي وخلق اعلام يمثل الامتداد الطبيعي لنضال شعبنا العربي والاسلامي وصحافة فاعلة لمواجهة التضليل السياسي والاعلامي وابتكار اساليب اعلامية وصحفية تواكب التحديث وثورة المعلومات وعصر التطور التقني.