كشفت الكثير من المعطيات إن الإعلام العربي لم يرتق بعد إلى مستوى التحديات الراهنة والمتغيرات والأحداث الساخنة والأزمات الاقتصادية والمالية والتطورات الخطيرة والإصلاحات الديمقراطية وما طرحه مشروع الشرق الأوسط الكبير وهذا ما يطرح على إعلامنا العربي تنامي دوره الريادي في مواجهة المخطط الصهيوني ومحاولات الإملاء من الخارج والهيمنة والاستحواذ وطمس الهوية القومية العربية والاستهداف الأحادي الجانب ضد الأنظمة العربية والإسلامية وإلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين. إن وسائل إعلامنا العربي لم تصل بعد إلى درجة التأثير الإعلامي الفاعل والحشد الجماهيري والسياسي وإذكاء جذوة الحماس الوطني والإنساني وقيم الدين الإسلامي الحنيف والارتفاع فوق المهمات المنوطة بالإعلام العربي ونبذ ظاهرة الترهل والسطحية والارتقاء بمستوى التأهيل الإعلامي المنوط بالمهام والمستجدات المماثلة لا سيما و نحن على أعتاب مؤتمر القمة العربية القادم في ليبيا في أواخر مارس الحالي الذي ينعقد في ظل ظروف صعبة التعقيد والحساسية وما تمر به المنطقة العربية والعالمية من أحداث وتطورات ساخنة وهذا يضع أمام القمة القادمة جدية التحليل والتمحيص لسيناريوهات ما يجري على الخارطة العربية والعالمية وما يجري على صعيد الأرض الفلسطينية والمفاوضات بشأن الدولتين في ظل تعنت الحكومة الإسرائيلية ومساندة الدول الأوروبية ومن بينها الولاياتالمتحدة والعودة إلى المربع السابق دون قرارات حاسمة ضد إسرائيل . ومن هنا فإعلامنا العربي بحاجة ماسة وضرورية وملحة إلى التنوع والتميز والنموذجية في الأداء الإعلامي والاختيار الأمثل للعمل الإعلامي ذي العطاء المؤثر والقادر على التخاطب بأكثر من لغة للرد على ما تروجه القوى المعادية إضافة إلى ما يمكن أن يسهم به مؤتمر القمة في الجماهيرية الليبية الشقيقة من وقفة تقييمية لمستوى تنفيذ قرارات وتوصيات القمم العربية السابقة وتحديد أوليات الفترة المقبلة وبالذات القضية الفلسطينية وحالات الحصار الظالم المضروب على غزة ومساهمة الدول العربي والإسلامية في الدفع بالجهود الرامية دولياً وعربياً لتحقيق تقدم على المسارين العربي والفلسطيني والإسرائيلي والدولي. إن الآمال معقودة على المؤتمر القادم لاتخاذ موقف عربي واحد نحو البدايات الأولى والحقيقية للتضامن العربي باتجاه الوحدة العربية الشاملة فمهمة الإعلام والصحافة يتجسد في الاستيعاب الأمثل لمهمات المرحلة القادمة والحالية وخلق إعلام حقيقي ومؤثر على مستوى أجهزة الإعلام والصحافة والقنوات الفضائية العربية والإسلامية نحو موقف إعلامي ملتزم لقضايا الأمة العربية ويمثل الامتداد الطبيعي لقرارات القمم العربة ووزراء الإعلام العربي وعكس النتائج المستخلصة من القمم العربية السابقة باتجاه الدور المؤثر لإعلامنا العربي وتجاوز السلبيات والقصور الذي عانى منه إعلامنا العربي وخلق رؤية إعلامية موحدة تنطلق من مسئولية تاريخية ومكونات وطنية تعبر عن تطلعات الأمة العربية والإسلامية في الحياة لبناء المجتمع العربي نحو التضامن العربي الوحدوي وعكس معاناة شعبنا العربي الفلسطيني وفي نضاله الوطني المشروع لبناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على أسس وطنية وديمقراطية وحقوق الإنسان.