كشفت الأحداث المريرة والمتفاقمة التي تواجه الأمة العربية والإسلامية وما زالت مروراً بنكسة حزيران /يونيو1967م والهجمة الصهيونية الشرسة ومسلسل ما يسمى بالإرهاب وافتعال الأزمات والذرائع والحرب على العراق الشقيق وتحويل سيناريو التحرير إلى احتلال أمريكي عسكري وسياسي إضافة إلى حملة الإبادة الجماعية المنظمة التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني لإخماد لهيب المقاومة الفلسطينية الباسلة التي أثبتت قدرتها الخلاقة في اختراق العمق الاسرائيلي ،هذه الأحداث وغيرها كشفت بعنف ومرارة معطيات تؤكد ضرورة وحتمية التضامن العربي ووحدة المصير العربي الواحد والتفكير جلياً وملياً بوضع قضية التضامن العربي مكان الصدارة وعلى محمل الجد ومن أوليات العمل العربي المشترك تحت قيادة الجامعة العربية ولابد من ظهور مؤشرات حقيقية على هذا الطريق وفق رؤية وهدف عربي كضرورة تاريخية لمواجهة التحديات الراهنة والمخططات العدوانية التي تهدد الأمن العربي وهذا يتطلب الارتقاء إلى الواجهة الأساسية أكثر من أي وقت مضى وتجاوز الخلافات الثانوية للوصول إلى الهدف الحقيقي والرئيس لدرء مخاطر الصهيونية والهيمنة العالمية على المقدرات العربية والتصدي للمخططات الرامية إلى تشويه الحضارة العربية والإسلامية المستوحاة من قيم ومبادئ ديننا الإسلامي وبالتالي الحفاظ على الخارطة الجغرافية العربية من التمزق والثروات النفطية العربية من النهب والاستحواذ وتبنى الإصلاحات السياسية الداخلية بعيداً عن أية وصايا أو فرض قسري خارجي ومايحمله مشروع الشرق الأوسط الجديد والكبير من تدخل سافر في الشئون الداخلية للدول العربية بما في ذلك المناهج المدرسية والدينية والتربوية ولعل مايجري على المسرح العراقي وعلى مدى أربع سنوات وحالة الفوضى الأمنية والسياسية والتدهور الاقتصادي والمعيشي وما يدخل في نطاق استراتيجية الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م لمكافحة مايسمى بالإرهاب والحفاظ على أمن اسرائيل باتجاه قيام دولة اسرائيل الكبرى وهذا ما دعا الولاياتالمتحدة إلى تدويل الاحتلال للعراق وانشاء السفارة الأمريكية والفوضى البناءة والتمهيد لفتنة طائفية مذهبية لاتبقي ولاتذر أحداً على التراب العراقي وهذا مانلمسه في الصومال ولبنان ودار فور. ولايفوتني هنا التذكير بما دأبت على تحقيقه القمم العربية والإسلامية في مد جسور التواصل العربي وإنهاء الفوارق وإذابة الجليد وإعادة العلاقات العربية الحميمية..العربية على طريق تعزيز التضامن وإعادة الدور الحقيقي لأمتنا العربية والدفع بها نحو خلق استراتيجية التضامن العربي الفاعل كامتداد للدور العربي والإسلامي عبر الفتوحات الإسلامية العظيمة حيث أمكن القول ان هناك بصيصاً بدأ يظهر في الأفق لتحقيق الاصطفاف العربي وتوظيف القدرات العربية الهائلة لتحقيق الآمال والأماني والطموحات العربية الواحدة حتى يظل التضامن العربي الهاجس العام أمام الأنظمة العربية على اختلاف مشاربها وأنظمتها وتفعيل وتجديد قرارات القمم العربية السابقة دون التفريط بالأهداف والمضامين المجسدة لتطلعات أمتنا العربية والإسلامية ودعم نضال الشعب الفلسطيني وانهاء الحصار المضروب على حكومته اقتصادياً وسياسياً لفرض الاعتراف باسرائيل ولكن مسيرة النضال تتوهج على الأرض الفلسطينية بعد تحقيق الوحدة االوطنية باتجاه تحرير الأراضي العربية الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. ومن المفيد هنا الإشارة بكل فخر واعتزاز إلى تجربة اليمن في تحقيق الوحدة اليمنية أرضاً وشعباً وكياناً في الثاني والعشرين من مايو1990م هذه الوحدة التي تجذرت قواها وحققت وجوداً يمنياً وحدوياً حقيقياً مثل النواة الأولى لوحدة عربية شاملة ويتجدد الأمل في مؤتمر القمة القادم المقرر عقده في السعودية