كشفت الأحداث المريرة والمتفاقمة التي واجهت الأمة العربية والإسلامية ولازالت مروراً بنكسة حزيران يونيو 1967م والهجمة الصهيونية الشرسة ومسلسل مايسمى بالإرهاب وافتعال الأزمات والذرائع والحرب على العراق بالإضافة إلى خطط الإبادة المنظمة والجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وإخماد لهيب المقاومة والعمل على زيادة ضراوة الحصار الاقتصادي والسياسي والدور المؤثر للمقاومة التي اثبتت قدرتها الفائقة على اختراق العمق الإسرائيلي. هذه الأحداث وغيرها كشفت وبعنف ومرارة ضرورة وحتمية التضامن العربي ووحدة المصير العربي الواحد والتفكير ملياً بوضع قضية التضامن العربي في مكان الصدارة وعلى محمل الجد ومن أوليات العمل العربي المشترك تحت قيادة الجامعة العربية وظهور مؤشرات حقيقية على هذا الطريق كضرورة تاريخية لمواجهة التحديات الراهنة والمخططات العدوانية التي تهدد الأمن العربي وهذا يتطلب الآن أكثر من أي وقت مضى تجاوز الخلافات الثانوية للوصول إلى الهدف الرئىسي لدرء المخاطر الصهيونية والهيمنة العالمية على الثروات العربية والمخططات الرامية تشويه الحضارة العربية والإسلامية وبالتالي الحفاظ على الخارطة العربية من التمزق ونهب الثروات النفطية، ولايفوتني هنا التذكير بما دأبت عليه وعلى تحقيقه القمم العربية وبالذات الأخيرة في الرياض التي مثلت خطوة نوعية في سبيل تعزيز الموقف العربي. ومن المفيد الاشارة هنا وبكل فخر واعتزاز إلى تجربة الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 90م هذه الوحدة التي تجذرت قواها ودعائمها وحققت وجوداً يمنياً وحدوياً حقيقياً بشهادات عالمية وعربية، وبالنظر إلى هذه التجربة الوحدوية الفريدة والمتميزة على مستوى وطننا العربي فقد مثلت النواة الأولى لوحدة عربية شاملة نحو التضامن العربي الواحد لوحدة جمعت وجسدت الجوهر والمضمون للوحدة القادمة.. عربياً.. ديمقراطياً..فهاهي اليوم وحدتنا اليمنية المباركة .. تدلف إلى عامها السابع عشر .. ذكرى وحدة الأرض والشعب والإنسان اليمني والمصير الواحد واشرأبت إلى عالم آخر.. الانجازات.. الديمقراطية.. حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة وحقوق الإنسان وهي أصلب عوداً وأكثر عزماً وتصميماً نحو تحقيق المزيد من المنجزات العظيمة وإسقاط كافة المراهنات اليائسة والمحبطة.. وأماني القوى الحالمة بالعودة بالتاريخ إلى الوراء.