كشفت الفترة ما قبل وبعد الهجوم الصهيوني النازي الوحشي على قطاع غزة عن مستجدات وأجندة واستراتيجيات في مسيرة النضال الفلسطيني ضد العدو الصهيوني ومرحلة تحرير الأراضي العربية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف لا بد من تفعيلها في معمعان العمل الفلسطيني برؤى عملية ناضجة تستوعب أيديولوجية المرحلة الحالية ما بعد الحرب الأخيرة على غزة الصامدة وهذا ما يمكن أن يتجسد في جملة الحوارات والمناقشات الإيجابية والخطط والبرامج المكرسة لمنهجية النضال الفلسطيني ورفع الحصار وفتح المعابر وبالذات رفح. ويأتي في أولويات المهمات المرحلية الآنية الوصول إلى رؤية وحدة الصف الفلسطيني نحو وحدة وطنية تصب في صميم المهمات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية لمواجهة التحديات أمام مسيرة نضال الشعب الفلسطيني القائمة وتحديد مسارات النضال الفلسطيني وتجاوز الخلافات والانقسامات التي تركتها المرحلة القادمة معضلة تركت آثارها السلبية على نضال الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية وبالتالي أجهضت الجهود الوطنية نحو تحقيق تطور ملموس للوصول إلى وحدة حقيقية، وهذا ما جرى الحديث حوله في قمتي الدوحة والكويت استشعاراً بمهمة وجسامة هذه المرحلة التاريخية ما بعد الهجوم الصهيوني وما خلفه من تخريب وتدمير في البنية التحتية والمرافق والمؤسسات ودور الإغاثة والمساجد والمحرقة البشرية من المدنيين من النساء والأطفال والعجزة مما يكشف بجلاء عن إفلاس سياسي وعسكري صهيوني للمرة الثانية بعد حرب لبنان 6002م، وهذا ما يتوجب على الجميع القفز فوق الخلافات ودحض قوى التمزق والفتنة واعتبار ما تحقق في غزة مؤخراً على أيدي المقاومة الفلسطينية نجاحاً ووساماً على صدور الفلسطينيين والمناضلين المدافعين عن شرف القضية الفلسطينية وإيقاع الهزيمة بالعدو الصهيوني المدعوم عسكرياً وسياسياً من قبل حليفه الاستراتيجي الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن الصمود الأسطوري لفصائل المقاومة الفلسطينية أحبط كل الاستراتيجيات والخطط الموضوعة سلفاً وخلف الكواليس والغرف المغلقة إيماناً منهم بقضيتهم العادلة وحقوقهم المشروعة في الحياة والاستقرار والحرية والعيش بسلام وتحرير الأرض الفلسطينية وقيام دولة فلسطين.. وإجمالاً والحقيقة وحدها التي لا جدال حولها الآن تكمن في لم الشتات الفلسطيني وتحقيق الوحدة الفلسطينية عبر الحوار المسئول والوصول إلى وحدة بين حماس وفتح تكون هي المرجعية الجديدة للنضال الفلسطيني تحت قيادة فلسطينية موحدة لرسم معالم المسيرة القادمة لمقاومة العدو الصهيوني واسترداد الحقوق المشروعة والعمل لتوسيع النشاط السياسي والدولي لما من شأنه إسماع الصوت الفلسطيني ومشروعية حقه في تحرير أرضه من غاصبيه الصهاينة، ووقوف الجماهير العربية والإسلامية مع المقاومة والنضال الفلسطيني وهي الأصوات الوطنية الصادقة التي قد سمعناها عبر الشوارع منددة ومستنكرة العدوان الصهيوني البربري على قطاع غزة ومنددة بالمحرقة النازية الصهيونية وبالصمت العربي والدولي الرهيب والمواقف المتخاذلة والمتذبذبة المسكونة بالخوف الأمريكي.