لاندري ماهو الخطاب الذي ترغب بصدده الولاياتالمتحدةالأمريكية وماتود أن تقوله للعرب عبر قنواتها الفضائية الأمريكية فقد غاب عن فهمها ويقينها أن الأمة الإسلامية والشعوب العربية قد فطنت منذ قرون من الزمن إلى أين تسير وتخاطب من وماذا تقرأ وإلى من تستمع ويولد الطفل فيها وهو يعرف الكثير عن أمريكا والأعداء الحقيقيين. وليس ببعيد أن تلحق القنوات الفضائية الأمريكية والغربية عموماً بسابقاتها الاسرائيلية التي سبقت التجربة الأمريكية ولكنها فشلت وأغلقت قناتها الموجهة للعرب بعدما تأكدت أن المشاهد العربي ليس بهذه الدرجة من السطحية والسذاجة أن تنطلي عليه الأراجيف والأكاذيب والزيف الإعلامي فقد خبر طبيعة الاعلام المعادي وتعليقاته المزخرفة وكلماته الرخيصة وأثوابه الفضفاضة الماجنة. مديرة العلاقات العامة بمركز الاعلام أعلى الهيئات الأمريكية المسؤولة عن الاذاعات والقنوات «إم بي سي» و«جين موبر» أكدت نجاح القناة الحرة الأمريكية في الشرق الأوسط بقولها:أعتقد أن مشاهديها العرب سواء كانوا أطفالاً أم كباراً سيجدون ضالتهم في برامجنا التي ستعمل على الاهتمام بكل الفئات العمرية والثقافية من خلال فريق عمل مكون من «200» من أكفأ الاعلاميين في تلك الدول،وهو تحليل لايرقى إلى مستوى الحقيقة ونحن نقول: هل نجح المنافقون عبر التاريخ بتحويل المسلمين عن الحرم النبوي وهل استطاع الصليبيون بعد كل مافعلوه من مبادرة وغسيل ثقافي أن يوقفوا مسيرة الأمة العربية التي انتزعت النصر عنوة أما أصحاب صدام الحضارات سيقتلون الأمة في الداخل فهل نراهم ينجحون: إن مهمة تغيير قناعات الشعوب العربية والإسلامية تجاه أمريكا سهلة ويسيرة إذا استطاعت أن تكف عن انغماساتها وإملاءاتها التي لاتكف ولاتنتهي في شؤون منطقة الشرق الأوسط وفرض اصلاحاتها وتسويق الديمقراطية تحت غطاء المصالح الأمريكية الاقتصادية والهيمنة والاستحواذ على النفط العربي واضعاف القدرات العسكرية لدول المنطقة باتجاه قيام دولة اسرائيل الكبرى ولعله من نافلة القول أن احتلال العراق وتهميش دوره العربي أحد الأهداف الرئيسة وكذا عزم قوات الاحتلال عدم الانسحاب والتفكير في بناء قواعد عسكرية وسفارات امريكية ولن تكف عن دعم اليهود الغاصبين والمحتلين لفلسطين. وعلى صعيد متصل تمارس القنوات الاسرائيلية ومنذ فترة التشويش الإعلامي على القنوات الفلسطينية وتشير المعلومات أن سكان العاصمة السياسية المؤقتة رام الله ومدن أخرى لايستطيعون متابعة القنوات الفضائية ومشاهدة نشرات الأخبار العالمية وغيرها من البرامج التي تبثها هذه القنوات، فإسرائيل أقلقها صمود شعب فلسطين فعمدت إلى ممارسة التشويش الإعلامي تمهيداً لمرحلة الغياب والتغييب والتعتيم الإعلامي تمهيداً لأخطار ماحقة تتمثل في ابادة الشعب الفلسطيني جملة واحدة حتى ينعم يهود اسرائيل ويهود الشتات بالأمن والأمان لهذا فإن التشويش الإعلامي في حساب العدو الصهيوني وسيلة الحرب القادمة ولكن الأيام سوف تكشف أن التشويش لن يجدي وأن ارتباط الشعوب عبر القنوات الفضائية لم يعد ترفاً أو ملهاة بل ضرورة حتمية في عالم اصبح الإعلام والتقنية المتطورة وثورة المعلومات أحوج للشعوب العربية والإسلامية قاطبة.. وللشعب الفلسطيني بالذات أن يقول كلمته ويرسل رسالته على مدار الساعة والدقيقة.