إن لديننا الإسلامي الحنيف وتقاليدنا العربية الأصيلة دوراً فعالاً في بناء الأسرة العربية وإرساء قواعد بناء المجتمع المتطور والحديث على اعتبار أن الأسرة العربية القوية هي العمود الفقري لبناء مجتمعنا العربي والإسلامي ومواجهة التيارات والأفكار الاستعمارية والصهيونية. لقد كان للعرب والمسلمين عبر تاريخهم ومواقفهم التاريخية الدور الحقيقي في بناء المجتمع الحضاري والأثر البالغ في تطور وتعميق وتجذير الحضارة الاسلامية والعربية الخالدة باتجاه تشكيل الدعائم الأساسية لمجتمعنا العربي والاسلامي الحضاري وتعميق مفاهيم الحضارة الاسلامية والمؤسسات التربوية في وجدان ونفوس الشباب والطلاب وإعداد جيل جديد متسلح بالأفكار الحديثة والمبادىء العربية والمثل الاسلامية المستوحاة من قيم ومثل ديننا الاسلامي بهدف التصدي لكافة اشكال الهجمة الاستعمارية والصهيونية المعادية لمنهجنا وتوجهنا العربي والاسلامي نحو العمل الجاد والمتواصل لتحسين واقع الثقافة العربية ونشر المكتبات الثقافية والتربوية في مدارسنا ورفدها بالكتب والمصادر العلمية والثقافية والسياسية والتي تعد هي الوعاء الفكري والغذاء العلمي والثقافي لأذهان وعقول شبابنا وطلابنا حتى يحتلون موقع الصدارة في تحقيق مقومات الحضارة العربية والاسلامية. ومن الامور المهمة والملحة في هذه المرحلة الدقيقة من مسيرة النضال العربي والاسلامي الاعداد الجيد والطموح لخطط التأهيل والتدريب للفئات العمرية من شبابنا وطلابنا بهدف بناء الشخصية العربية وتنمية قدراتها ومهاراتها على نحو من الاداء الثقافي والتربوي الفاعل وارساء صرح البناء الشامخ وركيزة القوة والتطور للمجتمع العربي والاسلامي السعيد مع الاهتمام الجاد والتركيز على تطور حركة البحث الاكاديمي والمعرفي والتاريخي والسياسي والفكري والثقافي لجوانب التأليف والنشر والارتقاء بدور المؤسسات الاعلامية والصحافة والقنوات الفضائية لممارسة دورها الاعلامي المؤثر لمواجهة إعصارالغزو الثقافي الغربي وتيار العولمة والحداثة وما سُمي بصراع الحضارات والثقافات وترسيخ مبادىء التصدي لاشكال الهجمة المعادية الهادفة إلى النيل من تراثنا وهويتنا العربية والقومية والعمل باتجاه تفعيل دور المؤسسات التربوية والثقافية والأدبية في صفوف الشباب والمرأة في ضوء المهام المناطة بمسارنا العربي والاسلامي بمايضمن الارتقاء بأداء وفاعلية هذه الشريحة الواعدة إلى مستوى الطموح. ان مسئوليتنا التاريخية توجيه وتفعيل الشباب والطلاب والجماهير العربية والاسلامية يعتبر في الاساس صمام الأمان لبناء المجتمع الحضاري والمتطور ثقافياً وفكرياً وسياسياً وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية والحفاظ على مواردنا العربية النفطية والاقتصادية لرفع المستوى المعيشي والمهني لجماهير شعبنا العربي والاسلامي وتحقيق الحياة الجديدة والعيش في الأمن والسلام والحرية وتعميق مبادىء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والقضاء على أوكار الفساد والثراء الشخصي والمحسوبية وتحقيق الاستقرار الدائم والشامل.