إن لديننا الإسلامي الحنيف وتقاليدنا العربية الأصيلة دوراً فعالاً في بناء الأسرة العربية والإسلامية وارساء قواعد بناء المجتمع المتطور الحديث على اعتبار أن الاسرة هي العمود الفقري لبناء المجتمع بأسره ... ومن خلال الاستعراض السريع لتاريخنا العربي والإسلامي نرى الدور الهام لتاريخنا العربي العريق من بناء مجتمع حضاري تتجسد فيه كل مقومات الحضارة العربية والإسلامية وينأى بنفسه عن كل صنوف الجهل والاغتراب ، فقد كان العرب المسلمون في طليعة القوافل التي نقلت النور والعلم إلى كل أرجاء أوروبا التي كانت غارقة بظلام الجاهلية العمياء وكان لدورنا الحضاري والثقافي والديني الأثر البالغ في تألق وتطور حضارتنا الإسلامية الخالدة.ومن هنا فلابد من السير وبخطى ثابتة على نفس النهج القويم الذي سار عليه أجدادنا العظام وشكل الدعامة الرئيسية لبناء المجتمع الحضاري والمستقبل السعيد بهدف الاسهام الفعال في بناء الأسرة العربية وتمكينها من تحقيق الاهداف والتوجيهات القيمة لرسولنا المصطفى الامين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتعميم مفهوم التربية الإسلامية على الاسرة العربية والإسلامية والمؤسسات التربوية وفي وجدان ونفوس الجيل الجديد وبما يضمن تحقيق خطوات هامة نحو التكامل العربي وخلق الاسرة العربية الواعية والعمل على الارتقاء بدور مؤسسات الإعلام والصحافة والقنوات الفضائية لممارسة دورها التربوي والإعلامي الهادف ، وتحسين واقع المكتبات في المؤسسات والمدارس ورفدها بالكتب والمصادر العلمية والمراجع الإسلامية المعتمدة والتي تعد غذاء علمياً وفكرياً شاملاً لعقول وذهنية الشباب والطلاب الذين يحتلون موقع الصدارة في ميدان العمل والبناء والتنمية .. ومن المهام في هذه المرحلة الهامة والدقيقة إعداد الخطط التدريبية الطموحة لتأهيل جميع الفئات العمرية في دورات تأهيلية لبناء الشخصية الإسلامية وتنمية قدراتها ومهاراتها نحو البناء وإعلاء الصرح الحضاري العربي والإسلامي الشامخ والتركيز على حركة البحث والتأليف والنشر العلمي الهادف ، وتفعيل دور المؤسسات الإسلامية والعربية التربوية في أداء رسالتها الخالدة في ضوء المهام المنوطة بها والنهوض بأداء هذه المؤسسات إلى مستوى الطموح.إن مسئولية بناء الأسرة العربية المسلمة تعد هي الاساس لمجتمع حضاري متطور ومتحضر وهي مسئولية الجميع لبناء النشء الجديد وتدعيم أركان الاسرة العربية والإسلامية وتقوية مسيرة العمل العربي والإسلامي لمواجهة المخططات المعادية لأمتنا العربية والإسلامية وتشويه ديننا الإسلامي وهويتنا العربية وحضارتنا الإسلامية .. ولعل الحملة الظالمة والمحمومة على نبي الأمة ومعلمها الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جزء من المخطط الصهيوني الاستعماري ضد الإسلام والمسلمين فما كانت تلك الصور الاستفزازية من قبل الصحف الدنماركية والأوروبية الا مقدمة لمخطط رهيب يهدف إلى زعزعة الواقع العربي والإسلامي.