يعد الهم الثقافي والارتقاء بالمستوى الفكري والذاتي من أوليات متطلبات الحياة العامة والمرحلة الدقيقة الراهنة لمناهضة الأفكار والتيارات الهادفة تطويع الثقافات لأهداف سياسية تخدم القوى المعادية للثقافة العربية والإسلامية، وبالتالي فرض القناعات الثقافية والفكرية على المجتمعات البشرية باتجاه ازدهار وانتعاش الثقافة والفكر الصهيوني التحريضي وثقافة العولمة لتشويه قيم وتاريخ الأمة العربية والإسلامية وحضارتها العريقة المستوحاة من اهداف وتشريعات الدين الإسلامي الحنيف. فهذه المسألة الهامة والمحورية تحظى باهتمام بلادنا ممثلة بوزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب واهتمامنا ثقافياً وحشد واسع نحو ثقافة وطنية فاعلة وتحقيق خطوات ملموسة ونوعية عبر الارتقاء بدور المشهد الثقافي والتراثي والفني والمسرحي والاصدارات الثقافية والأدبية والتاريخية وإعادة طباعة مؤلفات وموسوعات تاريخية مهمة امكن العودة لها عند كتابة البحوث والدراسات الاكاديمية إلا أنه وبالمناسبة لابد من تطوير المكتبات الثقافية الحالية في المحافظة والمديريات وتأصيلها وتطعيمها بعناوين جديدة واجهزة حديثة تواكب مستجدات العصر الحديث ، وانشاء العديد من المكتبات الثقافية الجماهيرية ومكتبات الطفل والمكتبات المدرسية وهذه مهمة منوطة بالهيئة العامة للكتاب لتحقيق لمسات تطويرية ناجحة في جسم العمل الثقافي وترميم وتأهيل عدد من المكتبات الثقافية والاهتمام بالمكتبات الحالية مثل مكتبة الاحقاف والمكتبة السلطانية ومكتبة المؤرخ سعيد عوض باوزير بالمكلا وتريم وغيل باوزير ومكتبة باذيب بعدن. وفي هذا السياق نرى من الضرورة بمكان أن تهتم وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظة بجعل المكتبات المدرسية متنفساً ثقافياً وفرصة سانحة للشباب والطلاب لتحصين هذه الكوكبة الهامة من الثقافات الهدامة التحريضية والانحراف السلوكي وأن توظف الجهود لجعل المكتبة المدرسية حصة دراسية ثابتة اسبوعياً والعمل على إثراء العمل الثقافي المدرسي بنوع من الجدية وتوفير الكتب المفيدة للمكتبات المدرسية وأن يكون لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين ونقابة الصحفيين ووزارة الثقافة والتربية والتعليم دور رئيس في التفويض بالنشاط الثقافي لتحصين ابنائنا من غسيل الفكر الغربي والصهيوني وتطوير نشاط الاذاعات المدرسية من حيث قيمة المواد الإعلامية المقدمة وكلمات الصباح بحيث تتجه نحو مايعتمل في بلادنا من حراك سياسي وثقافي والاشراف السياسي على نوعية مايقدم لربط الطلاب والشباب بمنظومة العمل الثقافي والفكري وهذه المسألة تتطلب كفاءات إدارية ونقابية وسياسية تغوص في أوساط الطلاب في نضال متواصل ضد المفاهيم الاستعمارية الصهيونية.