تعد مكتبة الأحقاف بتريم محافظة حضرموت من المكتبات الثرية الموسوعية بدأت الخطوات الأولى على طريق تأسيسها عام 1970م كما يقول.. الشيخ علي بن سالم بكير أمينها الحالي.. بقدوم البعثة المصرية للتاريخ التي وضعت نواة للمكتبة القومية للبلاد بالاستناد إلى بحث من مصادر التاريخ الحضري المركز اليمني للأبحاث الثقافية بحضرموت. أوصت البعثة المصرية بضرورة تجميع كل المخطوطات في مكتبة وطنية ثم جاءت بعثة سوفيتية وأخرى من جامعة الدول العربية وبمبادرة من قبل الأهالي بادر نظار المكتبات الأهلية والموقوفة على طلبة العلم بتجميعها وهم ورثة الوجيه عبدالرحمن بن شيخ الكاف مكتبة الكاف وعمر بن سهل مكتبة بن سهل وحامد بن حداد الكاف عن مكتبة جده حسن بن عبدالله الكاف عليهم رحمة الله جميعاً وذكر دورية الفكر الأدبية التي تصدرها جمعية المؤرخ/ سعيد عوض باوزير في مقال أدبي قيم للأستاذ صالح مبارك عصبات أنه تنفيذاً لتلك التوصيات والملاحظات المقدمة وضع المسئولون عن الثقافة من ضمن أولويات عملهم تحقيق هذا الحلم وبمبادرة من محافظ محافظة حضرموت آنذاك عام 1972م تمت اتصالات شخصية مع أصحاب المكتبات الأهلية في تريم التي لايستفاد منها إلا في نطاق محدود وحتى تكون في رعاية جيدة وحسنة لما أعترى البعض منها من إهمال ولتكون في خدمة عدد أكبر من الدارسين والباحثين.. وشكلت لجنة برئاسة أحد أصحاب المكتبات وعضوية مساعد المأمور بتريم تواصل الحصر والفرز والجمع وإيجاد طريقة مثلى لحفظ كل مكتبة خصوصيتها وحصر مابها من مخطوطات وتم ذلك تحت اسم «مجمعات» ثم اصدر وزير الثقافة قراراً بموجبه أفتتحت المكتبة رسمياً في ديسمبر 1972م وسميت «مكتبة الاحقاف» ووضعت في دار كانت تشغلها بلدية تريم وأول ماتم تجميعه ثلاث مكتبات هي مكتبة بن سهل ومكتبة عبدالرحمن بن شيخ الكاف ومكتبة حسن بن عبدالله الكاف ثم أضيفت ست مكتبات أخرى هي مكتبة الرباط، مكتبة الحسيني، مكتبة المعهد، مكتبة آل بن يحيى، مكتبة عينات، مكتبة العيدروس ببور ومما أضيف أيضاً مكتبة آل جنيد. وأضاف الكاتب في سياق مقاله وتلت هذه الخطوات أعمال أخرى أهمها تشكيل لجنة من قبل مجلس الوزراء في أغسطس 1974م لمسح المخطوطات ورافق تلك اللجنة في زياراتها المؤرخ اليمني عبدالقادر الصبان وكتب تقريراً عن نتائج المسح حيث قال: أحيط علماً بجمع تلك الثروة العلمية وجعلها في مكتبة واحدة، ومن الخطوات أيضاً تصوير بعض المخطوطات النفيسة من قبل بعثة جامعة الدول العربية «معهد المخطوطات» في ابريل 1976م وقام مكتب الثقافة بحضرموت منذ إنشائه 1975م بوضع خطة للاهتمام بالمكتبات وخاصة مكتبة الاحقاف وفي عام 1977م اقترح الشيخ علي بن سالم بكير فصل المخطوطات عن المطبوعات لتتم العناية بها بشكل أكبر ونقلت المخطوطات إلى مكتبة الجامع. وللشيخ علي بن سالم بكير مساهمات كثيرة حيث عمل بمكتبة الكاف منذ عام 1966م وأول أمين للمكتبة بعد تأسيسها وقام خلال ثلاثين عاماً بجهود وأعمال لتطوير المكتبة والمحافظة عليها ومن أعماله أيضاً تصوير كثير من مخطوطات المكتبة وقصد الباحثون والمؤرخون المهتمون بالتوثيق والمخطوطات وطلبة الدراسات العليا للتباحث معه والاستئناس بآرائه وظل أميناً لها حتى بعد عام 1995م وتم تعيين شخص آخر ليصبح الشيخ بكير مستشاراً للمكتبة إلى أن عين في مجلس الشورى. وللحقيقة وحدها نقول لقد أصبحت مكتبة الاحقاف بتريم/ بحضرموت معلماً بارزاً من معالم مدينة تريم ومركزاً للاشعاع العلمي وتعد فترة السبعينيات والثمانينيات فترة ذهبية لها حتى قسم المخطوطات شهد إقبالاً من الزائرين والوفود الرسمية والعلمية وأهتمت الصحافة المحلية بها أما في قسم المطبوعات فقد كان للموقع الذي شغله وسط حديقة البلدية دور لإقبال الناس والطلاب والمثقفين. ومن أهم المكتبات القديمة والعريقة في محافظة حضرموت إضافة إلى مكتبة الاحقاف بتريم المكتبة السلطانية بالمكلا التي تأسست عام 1941م وغنية بالمخطوطات والمراجع والمطبوعات التاريخية والعلمية وهي مرجعية لكل الباحثين والمؤرخين والاكاديميين ودراسات الطلاب وأبحاثهم وادخل على المكتبة مؤخراً تطوير وتحديث من قبل الهيئة العامة للكتاب والأخرى مكتبة التربية والتعليم بمدينة غيل باوزير التي أسسها المؤرخ/ سمير عوض باوزير عام 1954م وكانت مرجعاً علمياً وثقافياً وتربوياً وملاذاً لكل المهتمين والمثقفين وندعو إلى الاهتمام بها من قبل الهيئة العامة للكتاب وتطويرها وتحديثها لتكون رجعاً هاماً علمياً وثقافياً بالنظر إلى الاعداد الكبيرة من ذوي الاهتمامات الثقافية والتاريخية وربما العمل على تنظيمها بما تزخر به المكتبات الأهلية بالغيل والاستفادة من تجربة مكتبة الاحقاف بتريم.