تريم ,بتاء مثناة فوقية ثم راء مكسورة ثم تحتية ثم ميم على وزن عظيم هي حسب ابن العماد الحنبلي في كتابه "شذرات الذهب" بلدة من حضرموت أعدل ارض الله هواء وأصحها تربة وأعذبها ماءً وهي قديمة معشش الأولياء ومعدنهم ومنشأ العلماء وموطنهم. ويذكر ياقوت الحموي في "معجم البلدان" أن تريم إحدى مدينتي حضرموت سميت بإسم قبيلة سكنت المدينة, وقال مرتضى الزبيدي في "تاج العروس" سميت تريم باسم بانيها"تريم بن حضرموت" ويؤكد المؤرخون العرب اختطاطها في القرن الرابع قبل الميلاد. وجاء في "معالم تاريخ الجزيرة العربية"لسعيد عوض باوزير: تم تأسيس تريم في عهد الحكم السبئي لحضرموت وأنها سميت باسم أحد أولاد سبأ الأصغر أو باسم القبيلة التي من تريم. وتقع "تريم الغناء" في الجزء الشرقي لمحافظة حضرموت. وقد اعتنق اهالي تريم الاسلام بعد عودة وفد حضرموت من لقاء الرسول"صلى الله عليه وسلم" بالمدينةالمنورة في السنة العاشرة من الهجرة حيث أرسل سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" أول عامل على حضرموت وهو "زياد بن لبيد البياضي الانصاري" والذي قرأ بعد ذلك كتاب الخليفة الأول"أبي بكر الصديق" رضي الله عنه على أهل تريم فبايعوا وليرتد نفر من "كندة" لتقاتلهم جيوش المسلمين وأهل تريم الذين ثبتوا على اسلامهم وكان لهم دور في قتال المرتدين إذ كانت المعركة الفاصلة التي انتصر فيها جيش الاسلام بحصن "النجير" الواقع شرقي تريم حوالي "30" كلم وجرح في هذه المعركة عدد من الصحابة الذين أتوا بعدها للتداوي بتريم لتموت جماعة منهم ويدفنوا بمقبرة "زنبل" واشتهرت تريم بكثرة مساجدها التي وصلت إلى "360" مسجداً ووصل عددها الآن إلى "100" مسجد منها"مسجداً المحضار" والمسجد الجامع المقام في قلب مدينة تريم والذي يرجع تاريخ بنائه إلى ما قبل ألف عام "375-402ه"حيث بُني في عهد "الحسين بن سلامة" أحد موالي دولة بني زياد وللمسجد ثمانية أبواب ويقع الجامع في الطابق الثاني أما الدور الأرضي فقد افتتح في ديسمبر 1972م كمكتبة تضم في حناياها معظم المخطوطات وأطلق عليها "مكتبة الاحقاف". وتعد مدينة تريم عاصمة وادي حضرموت الدينية حيث كانت ولاتزال مركزاً يشع منه نور العلم والمعرفة ومركز إشعاع ديني منذ ظهور الاسلام, حيث بدأت الرحلات لنشر الدين الاسلامي من هذه الاراضي في نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس الهجري وإلى بلدان كالهند, إندونيسيا, سنغافورا,والفلبين. كما كان طلاب العلم يتوافدون من المناطق اليمنية والدول المجاورة والشرق الاقصى وشرق افريقيا للدراسة على يد علمائها وزواياها,أما أهم مراكزها العلمية القديمة التي لازال نشاطها مستمراً حتى اليوم ف "معلامة أبي مريم لتحفيظ القرآن الكريم" التي تم انشاؤها في القرن السادس الهجري و "رباط تريم العلمي" الذي افتتح في العام (1305ه), ثم أنشئت العديد من المدارس العلمية كان منها "دار المصطفىِللدراسات الاسلامية. أما "مكتبة الاحقاف" فتضم اليوم حوالي (5300)كتاب مخطوط في شتى المعارف والعلوم (التفسير ,الفقه, الحديث, الصرف, اللغة,الأدب, التاريخ, الطب, الرياضيات, الفلك, السيرة النبوية وغيرهاِ وكانت نتاجاً للمكتبات الخاصة ك"مكتبة الكاف بتريم" "مكتبة آل بن يحيى ,مكتبة الرباط, مكتبة بن سهل ,مكتبة الحسيني ,آل الجنيد,....." لعدد من الأسر والعائلات التريمية الشهيرة التي أوقفتها على العلماء وطلبة العلم. وفي المجال الثقافي والفني فقد برز من ابناء تريم الشاعر حداد ابن حسن وحفيده الشاعر المبدع"عبدالقادر الكاف" والحداد والفنان الكبير"أبو بكر سالم بلفقيه".