بدأت أمس الأول الامتحانات النهائية للشهادتين الأساسية والثانوية وسط أوضاع حياتية ومعيشية لا يحسدنا عليها أحد.. اطفاءات متواصلة للكهرباء، أوضاع معيشية ملتهبة بالغلاء، وبالقلق المتزايد والفلتان الأمني، وبامتناع الكثير من المعلمين عن أداء مهامهم الوظيفية بمسؤولية وأمانة..، وغيرها من الأعمال الفوضوية والتخريبية المؤثرة على مسار الحياة واستمراريتها.. أكثر من نصف مليون طالب وطالبة بدأوا اليومين الماضيين امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية والقلق يسيطر على رؤوسهم إما بسبب طبيعة الأسئلة التي سيجدونها أمامهم والكثير منهم عانوا من عام دراسي غاب عنه الكثير من المعلمين، أو بسبب الأوضاع المشحونة التي أسهمت أو أدت إلى تعطيل الحياة في كثير من نواحيها.. ومع ذلك بدأت الامتحانات ومضى الطلاب والطالبات لجني حصاد عامهم المضطرب بخوف لم يشعر به من سبقهم في الأعوام الماضية.. بدأت الامتحانات التي ينبغي علينا جميعاً العمل على إنجاحها ومساعدة الطلاب والطالبات على أدائها دون خوف ودون أن يسيطر القلق على تفكيرهم..، والعمل أيضاً على إزالة كل الصعوبات التي ستبرز أو ستقف مانعاً من أدائها.. نحن مع الطلاب والطالبات بالتأكيد..، وينبغي على كل الأطراف السياسية المتنازعة اليوم أن تستشعر هذه المسؤولية وتدرك أن إعاقة سير الامتحانات والتأثير على عقول الطلاب والطالبات ليست بطولة يستحق من يقوم بها الفخر، وإنما عمل يندرج في سياق الفوضى والتخريب التي ندينها ونستنكرها بالمطلق.. هؤلاء الذين أثروا على سير عمل الامتحانات العامة لطلاب النقل قبل أكثر من شهر من الآن ينبغي عليهم اليوم أن يراجعوا حساباتهم جيداً، وبدلاً من اللجوء إلى تكرار نفس الممارسات والأساليب الفوضوية والتخريبية التي مورست في امتحانات النقل وتسببت في منع وحرمان الكثير من الطلاب والطالبات من الذهاب لامتحاناتهم وضياع عام دراسي كلفهم الكثير من الإمكانات أن يعملوا على تهدئة الأوضاع والكف عن تلك الممارسات والألاعيب ويعودوا إلى جادة العقل والصواب، كون المصلحة العامة للطلاب والطالبات من الخطوط الحمراء التي لا ينبغي التلاعب بها أو إخضاعها للصراعات والمزايدات الحزبية الضيقة.. عام دراسي مضى.. وهذا العام محسوب من ذاكرة الطلاب والطالبات، ومن إمكانات وجهود بذلت من قبل أولياء الأمور والجهات المسؤولة ومن الطلاب والطالبات أنفسهم، ولا يمكن لهذا العام أن يتأثر بصراعات حزبية أنانية وضيقة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. عام دراسي مضى وانتهى.. أكد معه دعاة السياسة وتجارها من أبناء هذا الشعب أن مصالحهم والسعي لتحقيقها هي أولى وأهم من أي شيء آخر، وإن انعكس ذلك على كل شؤون ومجالات الحياة، وعلى مصلحة أبناء الشعب أياً كان نوعها أو شكلها!. تجار السياسة هؤلاء ووفقاً لمصالحهم الأنانية الضيقة يلجأون اليوم لتحريض عناصرهم التخريبية والفوضوية ومليشياتهم المسلحة لقطع الطرقات ومنع العامة من الناس من ممارسة حياتهم الطبيعية والتأثير على نفوس الطلاب والطالبات ووضع العراقيل والصعوبات أمام إجراء امتحاناتهم بأمن وهدوء وسكينة.. بالتأكيد ما يقوم به هؤلاء ليس بطولة، ولا يندرج مطلقاً في إطار المطالب«التغييرية» التي ينادون بها..، وإنما هي أعمال تخريبية وترهيبية يراد من ورائها تعطيل الحياة المدنية وإغراق المجتمع بأسره في دوامة من القلق والقلاقل والتعطيل الشامل.. يا هؤلاء دعوا الطلاب والطالبات يؤدون امتحاناتهم النهائية في أجواء آمنة ولا تخلطوا الحابل بالنابل..، ولنعمل جميعاً على مساعدتهم في إنجاح امتحاناتهم بدلاً من تخريبها.. لنكن جميعاً أداة عون لهؤلاء الطلاب والطالبات الذين يذاكرون ويراجعون دروسهم اليوم على ضوء الشموع والفوانيس، ويعانون من غياب المواصلات نتيجة انعدام مادتي البترول والديزل اللتين تسببتا في زيادة الهم والغم لدى كل أبناء الوطن.. ويقيناً لن يسامح الطلاب والطالبات كل من يعمل على الإضرار بمستقبلهم أو يؤثر على أداء امتحاناتهم.. كونهم اليوم نصف الحاضر وغداً سيكونون كل المستقبل ولن ينسوا أو يتناسوا هذه الأيام أبداً.. [email protected]