بينما نحن في بلد الإيمان والحكمة نعيش بأمن وأمان،وسلام واطمئنان إذ طلع علينا أناس من أهل المطامع والأهواء وذوي الإفتان والإغواء منادين بالتغيير وداعين إلى ثورة سلمية ومقلدين مصر وتونس ومتوشحين صواريخهم وقذائفهم. صرخنا بأعلى أصواتنا: يا ناس ..يا عالم ..يا هؤلاء لا نريد تغييراً ..نحن في خير وسلام نحن راضون بما نحن عليه نحن قادرون على مسايرة الواقع ومماشاة الحال نناشدكم الله أن تدعونا وشأننا فإنا نخشى أن ينقلب السحر على الساحر، ونتغير إلى الأسوأ ومن ثم نقف على أطلالنا نندب أيامنا هذه ونلطم الخدود ونشق الجيوب حزناً على واقعنا هذا. أجابوا بكلام معسول: لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بغد مشرق، ومستقبل أفضل وإنا لنجد رائحة الحياة السعيدة دون ساحة التغيير فهلموا إلى ركب الثورة ..ولا يتخلفن منكم أحد أجابهم من أجاب وقضوا على ثورة الشباب و مارسوا أعمال الدمار والخراب!! لم تمر سوى بضعة أشهر من بداية ثورتهم المقلدة المسروقة الفوضوية وإذا بنا نرى “التغيير” رأي العين مثل الشمس في رابعة النهار وكالقمر في ليلة النصف من شعبان..ولكن ما هو هذا التغيير؟؟ ماحقيقته؟؟ ماهي صفاته؟؟ إنه تغيير إلى الأسوأ تغيير بطعم الفقر.. تغيير بلون الجوع ..تغيير برائحة المجاعة!! ومن آثاره أنك ترى طابوراً من السيارات والباصات أمام محطات البترول يصل طول هذا الطابور إلى عشرات الكيلو مترات ويستمر لأيام عدة!! ومن حسنات هذا التغيير العودة بالناس إلى الحياة البدائية حياة الحمير والجمال والخيول، حياة الفانوس والشمعة، حياة الحطب والترحال بحثاً عن الكلأ والمرعى، حياة البؤس والجحيم هذا هو التغيير الذي نادوا به بحذافيره وبكامل أوصافه!! وبعد هذا كله لم يجد الناس سوى اللجوء إلى رب الأرباب وقرع باب العلي الوهاب بأن ينتقم ممن كان السبب في وجود هذه الأزمة وان يأخذه أخذ عزيز مقتدر وأن يريهم فيه عجائب قدرته وهو وحده جل في علاه القادر على ذلك. انتهت الحكاية!!