هكذا هي الدنيا تسير بنا دون أن نعرف إلى أي وجهة ستأخذنا الأقدار. لأن كل شيء في هذه الحياة أضحى مقلوباً على عقبيه.. ولم يعد هناك مايدفعنا للتفاؤل، ولو بقليل من الأمل حتى يطمئن المرء في هذه البسيطة على حياته ومعيشته.. بقدر مايحز في النفس عندما تكون الأمور كلها “ملخبطة” ونزداد سوءاً يوماً بعد آخر.. وبطريقة دراماتيكية مستمرة ودون توقف وكأننا نعيش بمنأى عن كل مايجري في هذا العالم الذي يشهد كل يوم متغيرات عديدة على مستوى كافة مناحي حياته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية والبحثية وغيرها.. دون أن تطرأ على أوضاعه أية منغصات من شأنها أن تعيده إلى ماقبل التاريخ بعيداً عن الإبداع والعمل والحياة المستمرة وكذا التفكير والبحث العلمي الذي جعله يسابق الزمن بآلاف السنين من حيث ما أضحى يمتلكه في الوقت الحاضر من قدرة وإمكانيات كبيرة في التعاطي مع مختلف القضايا التي تهم الإنسان في هذا الكون نتيجة لما وصل إليه من رقي وتطور في شتى مجالات الحياة الإنسانية.. التي مثلت علامة بارزة للحياة البشرية.. بما فيها المجتمعات المتقدمة أو المتخلفة بينما نحن مازلنا نعيش همومنا ومشاكلنا اليومية والتي تكاد تلازمنا في كل حين ووقت.. دون الفكاك منها حتى وإن كنا نتشدق بالكلام بأننا شعب حضارة..وأهل إيمان وحكمة.. إنما كل ذلك لم يغير فينا من الأمر شيئاً بقدر مازالت أحوالنا تسوء أكثر فأكثر ولم نستطع أن نتعامل مع أوضاعنا البتة. وبالتالي كان الأجدى بنا أن نكون أكثر دراية وفهماً لأمورنا أكثر من غيرنا بحكم إننا استطعنا أن نوجد أو ننشئ حضارة ذاع صيتها في كل أرجاء الأرض فضلاً عن كوننا أهل إيمان وحكمة كما وصفنا سيد المرسلين محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام. ولكن هل نحن تعاملنا بهذه الحكمة حتى نقول بأننا عالجنا مشاكلنا وأوضاعنا التي مازلنا نعانيها حتى الآن؟ لا أعتقد ذلك بل أن أمورنا لم تتغير عن السابق.. بقدر ما ازدادت سوءاً وهذا ربما يعيدنا إلى مربع القرون الغابرة.. إذا لم تكن هناك رؤية ثاقبة يتم من خلالها معالجة كافة مشاكلنا.. الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية لأنه دون ذلك سنظل محلّك سر ولن نخطو خطوة واحدة إلى الأمام مادام هناك من لم يؤمن بضرورة أن نعالج بأنفسنا وبحكمة كل أوضاعنا وأحوالنا التي يعاني منها مجتمعنا في الوقت الحاضر، وباعتقادي إذا ظلت الأمور على ماهي عليه لن نستطيع أن نخرج منها ولو بعد حين من الدهر. محطات الوقود في ظل الأوضاع الحالية التي تعتمل في واقعنا اليوم جراء ماتعانيه بلادنا من إشكالات عديدة على مستوى جوانبها المختلفة لاسيما منها غياب المشتقات النفطية حيث أتاح وضع كهذا الفرصة للكثير من السماسرة وأصحاب المحطات لأن يتعاملوا مع الآخرين بطريقة استغلالية رغم أن هناك كميات من الوقود تصل تباعاً من عدن إلى تعز.. وبصورة يومية ولكن مثل هذا لم يعط أي نتيجة لأن هناك من يقوم بالتلاعب بمادة الوقود حيث يتم بيعها في السوق السوداء ولأصحاب المركبات بمبالغ كبيرة وخيالية. وباعتقادي أن أمراً كهذا لايمكن السكوت عليه.. لأنه يعتبر مخالفاً للقانون ولذلك فإن على الجهات المعنية وذات العلاقة أن تتحمل مسئوليتها بهذا الشأن. لأنه من غير المعقول بأن تظل الأمور بهذه الصورة السيئة..