عندما فتح الرسول صلى الله عليه وسلم مكةالمكرمة وانتصر الإسلام لم يدخلها دخول المنتصر المغرور، وإنما دخلها دخول المنتصر المتواضع الرحيم بأمته، لأن رسالته سماوية رسالة خالق الكون. عند دخوله مكة قال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم فقال لهم صلى الله عليه وسلم: اذهبوا فأنتم الطلقاء. كان المنتصر فلم يغتر، إنها قيم تدل على نبل الأخلاق والمبادىء والسجايا الكريمة والشجاعة إنه الرسول العظيم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق الكريمة ولينشر قيم التسامح وسجايا الأخلاق الكريمة، قيم التعامل مع الآخرين وفق الدستور السماوي. كان باستطاعته صلى الله عليه وسلم وهو في موقف المنتصر أن ينتقم منهم ويمثل بهم أبشع تمثيل أسوة بما فعلونه بالمستضعفين من أصحابه الذين دخلوا الإسلام، لكن هذه ليست صفاته صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يمثل الحقد والبغض والكراهية بل ينبذ هذه الصفات التي لا تنتمي إلى الإسلام. إنه يمثل صفات الشجاعة والرحمة المنزلة والحب الإلهي السماوي، هذه الصفات والأخلاق تجلت في فخامة الأخ/ رئيس الجمهورية (حفظه الله) واتصف بها أسوة بسيد البشر صلى الله عليه وسلم فكانت له صفات طبقها قولاً وفعلاً في الواقع العملي وحياته وكانت السبب الرئيسي لحب أبناء الوطن لفخامته لأن الله تعالى أحبه فأحبه الناس. عند التفكير ووضع المسودة لهذا المقال حاولت البحث في بعض الكتب والقواميس العربية والأجنبية فلم أجد فيها ما يليق للتعبير عن مناسبة تماثل فخامة الأخ الرئيس للشفاء والكلمة التي وجهها للشعب اليمني الكريم فكتبت هذه الكلمات البسيطة المعبرة والتي خرجت من القلب بتلقائية وعفوية دون تصنع أو تفنن وأتمنى أن تفي للقائد ولو جزء بسيط من حقه. فأقول : الخميس 07/07/2011م أضاء سماء اليمن من أقصاه إلى أقصاه، مدنه وقراه وسهوله وجباله وصحاريه، ورسُمت لوحة الحب والوفاء والإخلاص بألوان الحب والبهجة والسرور لم يشهد اليمن مثيلاً لها.. إنه عرس ديمقراطي حر نابع من قلب كل يمني شريف يحب وطنه، فكانت الفرحة في كل بيت ووادٍ وعلى قمم الجبال الشامخة بشموخ القائد. إنها الفرحة الكبيرة بسلامة القائد، أطلقت الألعاب النارية في سماء اليمن بأكمله (مدنه وقراه وسهوله وجباله وصحاريه) وكانت هذه الألعاب متلألئة ترقص فرحاً وتتسابق أيها أولاً يسبق بتهنئة فخامة الرئيس بشفائه وسلامته. القرى التي لم تتوفر فيها الألعاب النارية أبت هذه القرى إلا أن تشارك أبناء الوطن فرحتهم فأشعلت النيران على أسطح المنازل فرحاً وابتهاجاً بهذه المناسبة. ولعلم الجميع بأن الألعاب النارية والرصاص وإشعال النيران كل ذلك كان بعفوية وبمجرد بداية كلمة فخامة الرئيس، وكنت أظن في البداية أن المدن هي وحدها تحتفل وتفرح وتزين سماءها بالألوان فإذا بالقرى تدخل المنافسة وبقوة فرائحية لا تقل عن ما حدث في المدن كما أن بعض القرى التي بها ألعاب نارية زادت إضافة إلى ذلك إشعال النيران على أسطح منازلها وكأنها تقول للمدن اليمنية نحن ننافسكم الحب للقائد وبقوة. أبناء الوطن يقولون لفخامة القائد: نحن بعيدون عنك بأجسادنا ولكن قلوبنا وأرواحنا هي قريبة منك ورخيصة من أجلك فلقد أعاد الله الروح إلى الجسد وعادت الحياة والفرحة بعد أن كادت أن تغيب عنا. إنها مشاعر لا توصف ولا يستطيع أي إنسان أن يصفها أو يكتب الشعر والنثر إلا من عاش هذه الفرحة.. إنها لكلمات تلقائية تخرج من قلب ونبض الرجل والمرأة الكبير والصغير وبعفوية.. إنها الفرحة الكبرى. وبالمناسبة فلقد كتبت في مقالاتي السابقة عن أحد أعضاء اللقاء المشترك العضو البرلماني (فؤاد دحابة) والذي قال بأن المطر لن ينزل ما دام علي عبدالله صالح باليمن وحينها ردت عليه السماء ونزلت الأمطار الغزيرة لتكذبه وسبحان الله الذي بيده كل شيء الحياة والموت فيوم الأحد 10/07/2011م عندما ظهر فخامة الأخ الرئيس في لقاء مع مساعد الرئيس الأمريكي لشئون الإرهاب وحينها أضاء سماء صنعاء والمدن اليمنية والقرى بالألعاب النارية فرحاً بمناسبة شفاء الرئيس القائد أبت السماء إلا أن تشارك الوطن فرحته فهطلت الأمطار الغزيرة على العاصمة صنعاء لتؤكد للعالم أجمع بأنك تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد فقد شاركت السماء الأرض فرحتها بشفاء القائد وعم الفرح والسرور الجميع وهذا رد لمن بشر بموت فخامة الرئيس رد يقول لهم: أن الحياة بيد الله وليست بأيديكم. سماء تنهمر منها الأمطار الغزيرة وأرض تنطلق من مدنها ألعاب وأنغام ورقصات ونيران تشتعل في أسطح قراها رسائل تتزاحم لنقل التهاني في الفضاء وعبر الأقمار الصناعية أيها تصل إليك أولاً يا فخامة الرئيس شبكة الاتصال الأرضية وشبكة الهواتف النقالة هي أيضاً نافست وبقوة وزاحمت بلهفة الحب للقائد لدرجة أن قنوات الاتصالات الضوئية وغير الضوئية وقنوات الأقمار الصناعية الفضائية لم تشهد زحمة وتنافساً مثل ما حدث يوم السابع من يوليو 2011م. ولا أبالغ إذا قلت: أن تزاحم الاتصالات والرسائل من جميع أنحاء العالم هي أيضاً دخلت المنافسة والمشاركة في فرحة الوطن بسلامة الرئيس وشفائه. كان كل واحد منا ينتابه الحزن خوفاً من أن اتصاله أو رسائله سوف تصل متأخرة بسبب الزحمة لكن اتضح أن جميع التهاني سواءً كانت عبر الاتصالات أم الرسائل وصلت في وقت واحد، وقد يستغرب الجميع كيف هذا؟ وأنا أؤكد أنها جميعاً وصلت في وقت واحد لأن قلب ونبض جميع أبناء الوطن في الداخل والخارج هو قلب ونبض واحد هو قلب ونبض فخامة الأخ الرئيس حفظه الله، لذلك بنفس الوقت واللحظة عم الفرح أرجاء الوطن والعالم. ولكي أدلل على الصفات الكريمة والشجاعة والتسامح وعدم الحقد بأنها صفات يتصف بها الأخ الرئيس ويعلم بذلك الجميع حيث أن فخامته وبعد الحادث الإجرامي ومحاولة الاغتيال الغادرة له وقادة الدولة أصدر توجيهاته بعدم إطلاق رصاصة واحدة وإصراره على الظهور بحالته الصحية وما كان عليه عند تسجيل كلمته للشعب اليمني وبشجاعة نادرة من أجل أن يطمئن المواطن اليمني أولاً، وليؤكد للوطن والعالم أجمع بأنه لا يكذب أهله أبداً فالشجاع من يملك نفسه عند الغضب ويعفو عند المقدرة وهذه هي صفات وأخلاق علي عبدالله صالح.. وفق الله الجميع لما فيه خدمة وطننا الحبيب.. [email protected]