محمد شاب يافع في عمر الزهور ينتمي إلى أسرة تهامية متواضعة تسكن في أحد الأحياء الشعبية بمدينة الحديدة ولم يتمكن هذا الشاب من مواصلة دراسته نظراً للظروف الأسرية القاسية وظل تحت كفالة شقيقه الأكبر “علي” الذي يعد العائل الوحيد للأسرة الكبيرة مسفيداً من وظيفته الرسمية وتفاعله وسط الساحة الاجتماعية في منطقته ووسط تلك البيئة المتواضعة التي يعيشها هذا الشاب اليافع محمد كانت الأحلام تراوده في البحث عن عمل والتفكير بصورة جدية في الاعتماد على ذاته من أجل تخفيف الأعباء عن كاهل شقيقه الأكبر لكن البساطة التي يتسم بها أهل تهامة ومدى التراحم والتعاطف كانت هي الحائل الذي يقف في درب محمد وذلك برفض أسرته ابتعاده عنهم فهم لايطيقون نهاراً أو ليلاً إلا ومحمد بينهم ووسط ذلك الاهتمام الأسري صرف محمد النظر عن تلك الأحلام ومع الأيام المتعاقبة تعرف محمد على صديقه “فارس” الذي يسكن في نفس الحي فكان فارس صديق الدرب بالنسبة لمحمد وشاء القدر أن ينتقل فارس إلى حوار ربه ونظراً للعلاقة القوية بينهما أي الراحل فارس ومحمد فقد بدأ التأثير واضحاً على محمد مما أدى إلى إصابته بحالة نفسية صعبة فليس في حياته سوى فارس لدرجة أنه يغيب من المنزل كثيراً وعند البحث عنه من قبل أسرته يجدوه في المقبرة مرتمياً جوار مثوى صديقه فارس وعندما تطورت الحالة النفسية لمحمد لجأت الأسرة إلى طرق السبل بهدف علاجه ولكن شاء القدر أن تشاهد أسرته ضريبة علاقته مع صديقه والمتمثلة في انتحار محمد قبل أيام منفذاً وعده الذي قلما ما تحدث به أمام أفراد أسرته وبعض الأقارب والجيران فإنه يجب أن يذهب عند صديقه فارس وهكذا خيم الحزن في أوساط هذه الأسرة وسط إيمان واضح بالقضاء والقدر وتمت عقبها مراسيم الدفن وبصورة طبيعية وفق المراسيم الشرعية والتي شاطر كل إنسان حي هذا الألم وأخذت أسرة الشاب محمد الذي ودع الحياة في سنواته الأولى التعازي والمواساة وهنا كان قضاء الله وقدره هو القرار الذي أودى بمحمد إلى الانتحار لكن ماحز في نفوس أبناء الحي الشعبي الذي تسكن فيه أسرة المنتحر محمد شكّل حالة استياء وحزن أقوى في قلوب أسرة محمد أن يسعى البعض إلى استثمار هذا المأتم والحزن من أجل فوائد سياسية،حيث حاول بعض ضعفاء النفوس استغلال وفاة محمد لصالحهم في معركتهم السياسية في ظل ماتشهده بلادنا من أزمة هذه الأيام حيث كانت أساليب الفبركة هي السلاح الذي اتبعه أهل الفتنة النائمة التي أيقظوها ضد الوطن وأبنائه والمتمثلة في ذلك الكذب الذي تجرد من كل القيم والأخلاق ودون وازع من ضمير أو إيمان فما أن سمعوا بقضية انتحار محمد حتى غلبت عليهم أحقادهم واشتعلت مساعيهم الشريرة واستعروا بشبق النابحين وذهبوا ليقولوا بأفواههم {إنا لله وإنا إليه راجعون} وبأسلوبهم اللعين ونشروا في أوساط الناس أن هناك مواطناً انتحر بسبب أزمة الوقود بعد أن توقفت دراجته النارية وغيرها من أحاديث الإفك والتدليس والافتراء وعندما انكشف أمرهم ميدانياً بعد معرفة الناس بالحقيقة والتي تؤكد أن انتحار الشاب محمد كان طبيعياً بسبب حالته النفسية وأنه لايعول أسرة ولا يملك دراجة نارية ولامتزوجاً ذهب هؤلاء لبث هذه السموم عبر قناة الفتنة “سهيل” والتي مارس مراسلها أساليب الخداع المنظم عبر تقريره الذي كان عنوانه “انتحار مواطن في الحديدة بسبب انعدام الوقود” وأضاف الكثير والكثير في موقف لايحسد عليه عندما أرسلت إلى محياه مفردات اللعن والخزي ممن يعرفون الحقيقة لأنه كاذب ومدعٍ ولاحول له ولاقوة إلا بالله. إن هذه القناة مخصصة بتزييف الحقائق وهي قناة فتنة. شقيق المرحوم محمد واسمه علي قال:يجب أن تجد الدولة حلاً لهذه القناة ونحن لن نتنازل عن رفع دعوة قضائية ضدها ويجب على الإعلام الرسمي أن يتجاوب معنا في رفض هذه الأكاذيب فقد أصبحنا في ألمين الأول ألم فقدان شقيقي وألم هذا الكذب بصورته الوقحة«عيني عينك» وكان الله في عون الحديدة التي تحولت إلى مادة دسمة لقناة الفتنة “سهيل” والتي أصبح شعارها في تهامة .. “إكذب أنت في الحديدة”..