جامعة الدول العربية هذا الكيان الضعيف منذ منشئه وحتى اليوم مازال يمثل النظام العربي الضعيف الموحد صورياً المختلف جوهرياً، فعمر الجامعة العربية ما وحّدت العرب ولم يكن لها في يوم ما قرارات نافذة أو نظم فعلية عاملة.. ويكفي أن نشير إلى اتفاقية السوق العربية المشتركة والدفاع العربي المشترك كنماذج للمشاريع العربية الفاشلة تطبيقياً وهي مشاريع أقرت لكنها لم تطبق فعلاً على أرض الواقع.. هذه الجامعة التي غادرها السيد عمرو موسى كأمين عام للجامعة بعد أن اجتهد قدر الإمكان لإحداث إصلاحات وتطويرات للجامعة بحيث تصبح كياناً عربياً فاعلاً وقوياً يمثل النظام العربي باقتدار في مواجهة التحديات التي تعاني منها الأمة تحريراً ونهضة وقوة ..إلا أنه فشل في ذلك لأن النظام العربي القطري وخلاف توجهاته بين يمين ومعتدل ويسار ومتطرف وتخلف الحاكم العربي وقصر نظره إلى حد أنه لاينظر أبعد من أنفه , ولايملك أي رؤية استراتيجية كل ذلك كان ومايزال عائقاً أمام أي كيان يحقق الوجود العربي الفاعل والقوي الحر.. إلا أن ختام عمرو في الجامعة العربية كان لايليق أن يختم به عمله في الجامعة.. وهو دعمه ومساندته إلى إحالة ملف ليبيا إلى مجلس الأمن ليضع هذا القطر العربي تحت العدوان الأطلسي الجوي. اليوم أتى إلى الجامعة كأمين عام نبيل العربي ورغم عدم كفاية معلوماتنا عنه إلا أنه جاء إلى كيان شبه ميت وأضعف من أن يحمي أعضاءه الذين يتعرضون لهجمة استعمارية شرسة جداً .. ف(العربي) أتى إلى الجامعة في زمن هي أضعف من أي وقت مضى .. الأمر الذي سيضعه أمام عبء ثقيل من المشاكل العربية العربية والعربية الصهيونية والعربية مع النظام الطاغوتي الجديد ومن المهم أن يركز على تجاوز المشاكل العربية - العربية وإصلاح النظام العربي ميثاقاً ومؤسسات وسياسات.. فسيكون هذا كافياً لحل بقية ومواجهة المشاكل العربية الصهيونية والعالمية وتحقيق وجود عربي قوي.