تغير في الموقف الدولي من جماعة الحوثي.. وزير الخارجية يتحدث عن تغيير الموازين على الأرض قريبًا    بدون تقطيع.. بث مباشر مشاهدة مباراة الاتحاد والأهلي اليوم في دوري روشن    المبدأ أولاً ثم النجاح والإنجاز    وزير الإعلام يكرم الفائزين بمسابقة أجمل صورة للعلم اليمني للعام 1446 فمن هم الفائزون؟    مليشيا الحوثي تقتحم مستشفى الجبلي للعيون في مدينة إب وتنهب محتوياته    قوانين الأرض ومعجزات السماء    الله تعالى لم يبعث رسوله محمد غازياً بل بعثه مبلغاً وشاهداً ومبشراً ونذيرا وسراجاً منيرا    تناوله باستمرار.. نوع من الخضروات يخفض نسبة السكر في الدم إلى النصف    بدون تقطيع.. بث مباشر مباراة السد والريان بجودة عالية اليوم في الدوري القطري    استشهاد 57 فلسطينيًّا في القصف الإسرائيلي اليوم على قطاع غزة    وفاة 11 شخصاً وإصابة آخرين بحادث مروع في المهرة    البكري يتفقد سير العمل في ملاعب "الميناء، والروضة، والجزيرة" بعدن    مبادرة "انسجام عالمي".. السعودية تحتفي بالتراث اليمني لتعزيز التعايش والتفاهم الثقافي المشترك ضمن رؤية 2030    الرئيس العليمي يبحث مع السفير الأمريكي تعزيز التعاون ودعم الاستقرار وسط تداعيات الهجمات الحوثية    بث مباشر تويتر مشاهدة مباراة الشباب والوحدة اليوم بدون تقطيع في دوري روشن    نجاح مبهر لجولة كرة السلة العالمية FIBA 3x3 في أبوظبي    اليمن يطالب بفرض إجراءات رادعة ضد الاحتلال تضمن توفير الحماية للشعب الفلسطيني    5 قتلى في المطلة جراء سقوط صاروخ أطلق من لبنان    نهاية القلق الغامض!    ريال مدريد يضع رودري على طاولة مفاوضاته في الموسم المقبل    العرادة يوجه بتنفيذ وسائل حماية المواقع الأثرية ويدعو لتضافر الجهود للحفاظ على الآثار    لماذا تجري أمريكا انتخاباتها يوم الثلاثاء؟    وفاة عامل في حفرة للصرف الصحي جوار البنك المركزي بعدن    شجاعة السنوار بين فلسفتين    إغلاق ثمان مدارس يمنية في مصر.. ومناشدات بتدخل عاجل    ما لا تعرفه عن الفنان المصري الراحل ''حسن يوسف'' ومشاركته في ''ثورة اليمن''    هجوم حوثي مباغت على مواقع عسكرية جنوب غربي اليمن.. وخسائر بشرية ومادية    ما الحكمة من دعوة النبي للطهارة مرة كل سبعة أيام؟    الدكتور عبدالله العليمي وبن مبارك يقدمان واجب العزاء للاستاذ عبدالحكيم القباطي بوفاة والدته    مضرابة المرق    فساد الشرعية أصبح يمارس بكل وقاحة وقبح أمام الكل    المسلمون الحقيقيون لا يمكن أن يُهزموا أبدا إلا هزيمة عابرة    نصيحة يافعية لأبناء يافع السلفيين    قصف جوي أمريكي بريطاني على محافظة الحديدة    تباين حاد في أسعار المشتقات النفطية بين المحافظات اليمنية.. صنعاء الأعلى، ومأرب الأقل    خطوة نحو تحسين صورة شرطة المرور الحوثي.. قرار بمنع صعود رجالها على السيارات    شرطة عدن تضبط متهمًا برمي قنبلة صوتية في الممدارة    الانتقالي يحذر من كارثة اقتصادية.. اجتماع طارئ لبحث أزمة عدن    أحزاب تعز تطالب الرئاسة والحكومة بتحمل مسؤوليتهما في انقاذ الاقتصاد الوطني    خدعة الكنز تودي بحياة 13 شخصاً.. حوثي يرتكب مجزرة مروعة في بني حشيش(تفاصيل جديدة)    الحوثي يستغل الشعارات الأخلاقية لابتزاز المجتمع.. صحفي يكشف عن علاقة "مصلحية مؤقتة" مع أمريكا    مشروب القرفة المطحونة مع الماء المغلي على الريق.. كنز رباني يجهله الكثيرون    (أميَّة محمد في القرآن)    عبد القادر رئيسا للاتحاد العربي للدارتس ... والمنتصر عضواً في المكتب التنفيذي    هل يرحل كريستيانو رونالدو عن النصر السعودي؟    قضية الشيكات المختفية.. من يضع يده على الحقيقة ومن يهرب بها في سيارة رسمية؟    وفاة 11 شخصًا في حادث مروري مروع بالمهرة    سُنن نبوية قبل النوم: طريقك إلى نوم هانئ وقلب مطمئن    قيادي في الانتقالي يتهم المعبقي ونائبه بانهيار العملة    الهلال الإماراتي يواصل دعم القطاع الصحي بحضرموت    تعز.. 44 جريحاً يتوجهون للعلاج في مصر    -    وفاة فتاة عشرينية عقب حقن جسمها بمادة غريبة في عيادة بصنعاء    عودة تفشي الكوليرا في تعز والسلطة المحلية تشكل فرقا ميدانية لمواجهة الوباء    تنويعات في أساطير الآخرين    البنك المركزي يبيع 18.4 مليون دولار في مزاد علني بسعر 2007 ريالا للدولار    سلفية اليمن يزرعون الفتنة بالجنوب.. إيقاف بناء مركز في يافع (وثيقة)    الأوقاف تعلن فتح باب التسجيل للراغبين في أداء فريضة الحج للموسم القادم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللوزي: اجتماع لندن يعزز الموقف الدولي لمناصرة الوحدة اليمنية ودعم قدرات الدولة
نشر في سبأنت يوم 27 - 01 - 2010

أكد وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي أن اجتماع لندن الخاص باليمن جاء ليعزز الموقف الدولي لمناصرة ودعم الوحدة اليمنية ودعم قدرات الدولة وبناء مؤسساتها، وبخاصة القوات المسلحة والأمن ووحدات مكافحة الإرهاب، فضلاً عن دعم عملية التنمية في اليمن والنظر بموضوعية في أجندة الإصلاحات التي تعمل اليمن على تنفيذها.
وقال في حوار أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط اللندنية ونشرته في عددها الصادر اليوم:" نحن نثق في كل من يشارك في اجتماع لندن، ونثق في أنه يخدم الغايات والأهداف الوطنية اليمنية بالإمكانيات المتاحة، في أفق واضح من التعاون والشراكة في التنمية، وتعاون في دعم وقدرات مؤسسات الدولة خاصة العسكرية والأمنية".
وأضاف اللوزي: إن جميع الأشقاء والأصدقاء يتفهمون عظمة الوحدة اليمنية وهم جميعاً يدعمون هذه الوحدة، مؤكدا أن اجتماع لندن هو اجتماع لأصدقاء بادروا، وهم حريصون ومعنا في خط مواجهة الإرهاب، وبناء قدرات الوحدات المسلحة والأمن، وكل متطلبات نجاح هذا الاجتماع أصبحت واضحة، والنتائج سوف ترد بإجابات صريحة على ما تردد من أوهام ومن مبالغات في المخيلات وفي الاستنتاجات والتصورات.
وأشار إلى أن "القاعدة" خطر على اليمن والإقليم والعالم العربي، موضحا أن مواجهة "القاعدة" ليس قرارا خاصا باليمن، وإنما للعالم، كونه خطر يستهدف السلام والاستقرار العالمي، متوقعا أن يخرج اجتماع لندن بنتائج مثمرة تصب في مصلحة وخير اليمن.
وأكد وزير الإعلام أن اليمن يواجه تحديات مختلفة في مقدمتها التحديات إلا اقتصادية وهي تحتاج إلى وقت وإمكانيات وقدرات مالية.
وأوضح أن تلك التحديات ليست وليدة اليوم بل هي ناتجة عن مواجهتنا للتخلف الاستعماري وإرث ما قبل دولة الوحدة، من نظامين كانا يسيران في خطين مختلفين ثم اجتمعا وامتزجا في ظل دولة الوحدة، التي جاءت إلينا بتحديات جديدة، وهي الديمقراطية.
وأضاف: إن اليمن يدفع ثمن اختياره للممارسة الديمقراطية وحرية التعبير والعمل السياسي والتعددية السياسية.
وقال: هذا التحدي تعاملت معه مجموعات على أن الحرية السياسية هي قول ما تشاء، وإن كان هذا القول يؤدي إلى تخريب وتشويش، وإلى محاولات تزييف وعي المواطن.
وأكد أن تلك التحديات لعبت دوراً معطلاً لسير مشاريع التنمية (الخطة الخمسية الأولى والثانية والثالثة)، ومع ذلك نجد إيجابيات أثمرها العمل الجاد ديمقراطيا واقتصاديا لا يمكن قياسها بأي حال بقدرات دولة محدودة الإمكانيات.
وقال وزير الإعلام: لا بد من الاعتراف بان هناك إنجازات وانتصارات كبيرة على صعيد التنمية والعمل الديمقراطي على مدار العشرين عاما الماضية.
وأشار إلى أن التحديات الأمنية التي تواجهها اليمن في الوقت الراهن ناتجة عن ضعف الإمكانيات والتمويل لموضوع الانتشار الأمني في اليمن.
وتابع: ومع ذلك هناك إنجازات تحققت بصورة كبيرة، وخاصة في أجندة الإصلاح، ومسألة التمرد الحوثي ،في وجه منها هي نتاج إرث متخلف لدى البعض، أي من يعتقدون أنهم قادرون على الوصول إلى السلطة بهذا الأسلوب (العصيان المسلح) والاعتداء على مراكز الدولة والمواطنين.
ولفت إلى أن التمرد في صعدة له خلفياته الفكرية الإمامية، وله خلفياته المحرضة التي تنصاع لمخطط تآمري إيراني من المرجعيات الإيرانية، خاصة في منطقة صعدة بظروفها الجغرافية التي جعلت الأطماع من جماعات ومرجعيات إيرانية، التي ما زالت تتبنى فكرة تصدير الثورة الخمينية، تنزع بثقلها في هذه المحافظة، وتحاول استقطاب الشباب بالأموال والإغراءات الفكرية والتمويل.
واعتبر وزير الإعلام الدور الإيراني ليس مرتبطا باليمن فقط، وإنما يستهدف العالم العربي وتطويقه بكيانات هشة وتابعة لها تغذي أعمال الفتنة والانقلاب، ومثل ذلك يقال عن تنظيم القاعدة الذي نشط في أفغانستان، وعادت هذه القوى لتلعب دورا ما زال مشبوها في داخل العالم العربي، وتحاول هذه القوى أن تعمل لها كيانا أو أرضية أو منطلقات من الأرض اليمنية.
وأكد أن الدولة اتخذت الكثير من الإجراءات والخطوات العملية في مواجهة هذا التهديد والعناصر الإرهابية تشريعيا ومؤسسيا وتكوين وحدات أمنية.
كما أكد أن العمليات العسكرية ضد عصابات التمرد والإرهاب في صعدة تسير على قدم وساق، في كافة المحاور وقد أضعفت عناصر الإرهاب والتخريب وشلت قواهم ودمرت معداتهم حتى أن ما كان يمثله المتمردون من خطورة كبيرة انتهت،ويجري حاليا عمليات التطهير والتمشيط لبعض أوكارهم في الجبال والوديان.
وفيما يلي نص الحوار:
الشرق الأوسط: ما موقف اليمن من إنشاء مفوضية الإعلام العربي ولماذا تم التأجيل وما المهام المطلوبة منها؟
الوزير: اليمن مع فكرة ومشروع إنشاء مفوضية الإعلام العربي منذ البداية، وكان ذلك واضحاً في الاجتماعات السابقة لوزراء الإعلام العرب والدورة التي أعقبت إقرار الوثيقة الخاصة بتنظيم الإعلام الفضائي والإذاعي والمعايير الأخلاقية المتصلة بهذا العمل الهام، وكذلك بالنسبة للعمل الإعلامي المستقبلي فيما يتعلق بتنسيق الجهود الإعلامية في مؤسساتها المختلفة لخدمة وثائق أساسية، خاصة فيما يتعلق باستراتيجية العمل الإعلامي العربي، وكذلك الاستراتيجية الثقافية وحتى قرارات مكة، كل هذا يحتاج إلى آلية، لأن لدينا وثائق مهمة، ولكنها تظل حبرا على ورق، إذا لم يكن وراءها آلية عمل تترجم كل القرارات إلى واقع عملي في الميدان، وتقود العمل العربي المشترك، وتبرمج أعمالها على مختلف القضايا سواء في قضايا مواجهة الإعلام المعادي للأمة العربية أو توضيح الصورة الحقيقية للإنسان العربي وللسياسات العربية ورسالة الأمة العربية، ونحن لا نروج لفكرنا العربي السلمي والمنفتح على الحضارات الأخرى والفكر الهادف إلى تحقيق الشراكة مع الغير (الغرب والأمم التي نعيش معها) وبالتالي الجهود التي تبذل قطريا على مستوى وزارات الإعلام مشتتة، وأحيانا يغلب عليها الطابع الخاص الذاتي، وبالتالي طموحنا في أن يتحقق للعمل العربي آلية جادة، لأن تعمل كل هذا، وأن تترجم ما في الوثائق، وما في استراتيجيات العمل الإعلامي العربي يرتكز بالفعل على امتلاك هذه الأداة (مفوضية إعلامية)، لأن الأدوات القائمة نطاق نشاطها محدود، ولذلك نرى أن إقرار موضوع المفوضية نابع من فهمنا، ما هو موضوع في الاتحاد الأوروبي (المفوضية الإعلامية الأوروبية) هي تقوم بدور كبير وخاصة في حماية المصالح الأوروبية وتوضيح رؤيتها وقيمها، ونحن لنا أيضا المعايير الأخلاقية، ونحتكم مع الآخرين لمعايير مهنية في العمل الإعلامي، وبالتالي وجود هذه المفوضية نعتبره أساسيا وجوهريا لتحقيق نقلة تطورية هامة للعمل العربي المشترك، ولدور إعلامي فاعل للجامعة العربية، من خلال رؤية واضحة وقدرات إعلامية متوفرة من الدول العربية كافة، ولأن اللائحة والنظام يحددان شروطا معينة لمن يعمل في المفوضية، وليس كما هو في الوقت الراهن، نظرا لضعف الإمكانيات التي لا تملك قدرات فاعلة قادرة على العمل ودراسة رد الفعل، والتخطيط للخطوات المستقبلية، وأهم نقطة في هذا الجانب أنه من خلال المرصد الإعلامي الذي سيكون ضمن مكونات المفوضية، نحصر ونرصد كل ما ينشر ويبث ويذاع عن الوطن العربي للرد عليه، من خلال خطة متكاملة مع مكونات المجتمع، والمواجهة الإعلامية هي اليوم قلب المعركة الحضارية، أن نكون أو لا نكون، أو أن نصل إلى مواقع من الشراكة مع الغير أو نتخلف، ونحن في واقع متخلف مريض سلبي، لا بد من الحدود، حتى في قضية مثل قضية الانتصار للقدس وحمايتها، وكشف ما تتعرض له القدس من مخاطر وتهديد وتهويد، والمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، هذا العمل متروك لوسائل الإعلام العربية، كل منا يجتهد، ونحن طلبنا في ورقة العمل التي تقدمنا بها إلى الجامعة، كرد منا على مشروع إنشاء المفوضية، أهمية وجود سياسة إعلامية موحدة متواصلة على تحقيق كل المصالح العربية، وقلنا لو أن هناك مفوضية تستطيع أن تعمل بقدراتها الذاتية وبالدول العربية وبالتنسيق مع كل مؤسسات العمل العربية الرسمية والخاصة.
الشرق الأوسط: إذن إنشاء المفوضية لا يعني تقييد العمل الإعلامي العربي كما ورد في بعض التقارير التي ترفض الفكرة؟
وزير الإعلام: هذه المفوضية الإعلامية تأتي لتحمي حرية العمل الإعلامي داخل العالم العربي، وهي مكلفة، ويجب أن تعمل على تطوير المهنة من أجواء تسيء إليها، ونؤكد في الوقت نفسه أن حرية الإعلام والتعبير حرية مقدسة، ولكن التطوير وأهمية الرسالة أمر مهم، والذين يزايدون ويتخوفون من أي خطوة تقدم عليها الجامعة العربية، فهؤلاء هم أعداء أنفسهم قبل أن يكونوا أعداء لأي مشروع تطوري في العالم العربي.
الشرق الأوسط : إذن لماذا تقرر تأجيل إنشاء المفوضية على الرغم من الأهمية التي تحدثت عنها؟
- إننا تأخرنا كثيرا في إنشاء المفوضية، وبحث التمويل والكوادر وتحديد الأولويات والمهام كثيرة، كما تأخرنا كثيرا فيما يتعلق بحسم مشروع إقامة الاتحاد العربي، الذي دعت إليه اليمن، وهو مشروع قدمه الأخ الرئيس علي عبد الله صالح إلى القمة العربية، وبالتالي سوف نتباكى ذات يوم قريب، بل من اليوم، على تأجيل النظر في موضوع قيام الاتحاد العربي، لأنه يحقق بالفعل نقلة في تطوير نظام الجامعة العربية إلى نظام أمثل، وكذلك إنشاء المفوضية نظام أمثل، ولو كان هناك اتحاد عربي اليوم لما احتجنا لكل هذا النقاش الطويل، لنقرّ فكرة المفوضية للعمل الإعلامي العربي، أما بالنسبة لمن يقود هذه المفوضية، لا شك أنه سيكون قيادة
مستقلة من كفاءات وقدرات عربية، لكن هذه القيادة سوف يوجهها الأمين العام لجامعة الدول العربية، ولن نأتي بقيادة أخرى تدخلنا في مشكلات أخرى بين أمين الجامعة ورئيس المفوضية، وبالتالي نحن نقترح بأن تكون المفوضية تحت قيادة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والثقة الممنوحة للأمين سوف تمنح لهذه المفوضية.
الشرق الأوسط : هل سيتم إنشاء مفوضية للإعلام العربي في نهاية المطاف أم إن التأجيل حجة للتخلص منها قبل ولادتها؟
الوزير: نحن متفائلون في اليمن إلى أبعد الحدود بجدوى وأهمية وخطورة المفوضية، ونحن كنا نرى التعجيل للأخذ بالفكرة وبالمشروع بعد تعديله
وتنقيحه في أسرع وقت، وكان اليمن قد اقترح في الاجتماع بأن تعقد دورة خاصة في نهاية شهر مارس (آذار) للنظر بإمعان من خلال اللجنة الدائمة
وخبراء وإعلاميين وقانونيين من العالم العربي ومن المؤسسات الإعلامية، لتناقش الأمور كلها وتصل بنا إلى صيغة مثلى للمفوضية، من أجل الدفاع عن الشخصية والهوية العربية والقومية، ولن يكون ذلك إلا من خلال هذا المشروع الحضاري.
الشرق الأوسط: من خلال مشاركتكم في اجتماع وزراء الإعلام العرب هل لمست حرص كل الدول العربية على إنشاء هذه المفوضية؟
الوزير: الذي يثلج الصدر ويجعلنا نتفاءل، أن هناك إجماعا عربيا على أهمية المفوضية وضرورة قيامها، ولكن ثمة مخاوف أيضا لدى البعض، وهذه مخاوف لا أساس لها في الواقع، والمؤلم اليوم في العالم العربي، أن أي فكرة تأتي بها السلطة العربية مشكوك فيه، وأنا أعتقد أن هذه الحالة تنطلق من العداء للذات وللسلطات العربية في تخيل كل ما نقدم عليه بأنه مؤامرة أو إحباط، والحقيقة أن هذا بعيد عن الواقع.
الشرق الأوسط: ماذا عن الوضع الراهن، وماذا يحدث حاليا، هل اقتربتم من الحسم في ملفات "(القاعدة) - الحوثيين - الانفصاليين" ؟
وزير الإعلام: حقيقة، هناك تحديات يصعب معالجتها بجرة قلم أو بعصا سحرية، لأنها تحتاج إلى وقت وإمكانيات وقدرات مالية، والتحديات الاقتصادية في اليمن ليست وليدة اليوم، وهي مستمرة ومتواصلة، وعانينا منها قبل الوحدة وفي ظل الوحدة، وهذه التحديات ناتجة عن مواجهتنا للتخلف الاستعماري وإرث ما قبل دولة الوحدة، من نظامين كانا يسيران في خطين مختلفين ثم اجتمعا وامتزجا في ظل دولة الوحدة، التي جاءت إلينا بتحديات جديدة، وهي الديمقراطية، ونحن في اليمن ندفع ثمن اختيارنا للممارسة الديمقراطية وحرية التعبير والعمل السياسي والتعددية السياسية، وهذا التحدي تعاملت معه مجموعات بأن الحرية السياسية هي قول ما تشاء، وإن كان هذا القول يؤدي إلى تخريب وتشويش، وإلى محاولات تزييف وعي المواطن، وإضافة إلى التحديات الاقتصادية، وكل ذلك لعب دورا معطلا في سير مشاريع التنمية (الخطة الخمسية الأولى والثانية والثالثة)، ومع ذلك نجد إيجابيات أثمرها العمل الجاد ديمقراطيا واقتصاديا لا يمكن قياسها بأي حال بقدرات دولة محدودة الإمكانيات، ولا بد أن نعترف بأن هناك إنجازات وانتصارات كبيرة على صعيد التنمية والعمل الديمقراطي على مدار العشرين عاما الماضية، بقيت لدينا التحديات الأمنية، وهي خطيرة بالفعل، وناتجة عن ضعف الإمكانيات والتمويل لموضوع الانتشار الأمني في اليمن، وواحدة من المشكلات الأمنية أننا لم نستطع أن نحقق حتى الآن أجندة الإصلاحات، وفي مقدمتها الإصلاحات المتعلقة بالانتشار الأمني وبإيجاد السلطات المحلية على نطاق أوسع مما هي عليه اليوم، بما في ذلك إقامة المحاكم وأجهزة السلطة القضائية في كثير من المحافظات النائية والبعيدة، وهذه تتطلب أموالا وإمكانيات طائلة، ومع ذلك هناك إنجازات تحققت بصورة كبيرة، وخاصة في أجندة الإصلاح، ومسألة التمرد الحوثي في وجه منها هي نتاج إرث متخلف لدى البعض، أي من يعتقدون أنهم قادرون على الوصول إلى السلطة بهذا الأسلوب (العصيان المسلح) والاعتداء على مراكز الدولة والمواطنين استقبال الفكر الدستوري والشرعية الدستورية بفكرهم وبشكل إرهابي، والتمرد في صعدة له خلفياته الفكرية الإمامية، وله خلفياته المحرضة التي تنصاع لمخطط تآمري إيراني من المرجعيات الإيرانية، خاصة في منطقة صعدة بظروفها الجغرافية جعلت الأطماع من جماعات ومرجعيات إيرانية، التي ما زالت تتبنى فكرة تصدير الثورة الخمينية، تنزع بثقلها في هذه المحافظة، وتحاول استقطاب الشباب بالأموال والإغراءات الفكرية والتمويل، كما أن الدور الإيراني ليس مرتبطا باليمن فقط، وإنما يستهدف العالم العربي وتطويقه بكيانات هشة وتابعة لها تؤذي وتغذي أعمال الفتنة والانقلاب، ومثل ذلك يقال عن تنظيم القاعدة الذي نشط في أفغانستان، وعادت هذه القوى لتلعب دورا ما زال مشبوها في داخل العالم العربي، وتحاول هذه القوى أن تعمل لها كيانا أو أرضية أو منطلقات من الأرض اليمنية، ومع ذلك فإن الدولة اتخذت الكثير من الإجراءات والخطوات العملية في مواجهة هذا التهديد والعناصر الإرهابية تشريعيا ومؤسسيا وتكوين وحدات أمنية، ولذلك نحن نتحدث عن الإمكانيات المالية لمواجهة كل هذا، وأن نقوي القوات المسلحة ووحدات مكافحة الإرهاب، ومن ثم فإن حسم هذا الأمر سوف يكون، طالما تيسرت الإمكانيات، لأنه لدينا في اليمن حقيقة قوات مسلحة وأمن قادر على التعامل مع هذه التحديات والمخاطر، وجرائم التمرد والعصيان المسلح في محافظة صعدة تحديدا.
الشرق الأوسط: ماذا عن الحوار الذي طرحه الرئيس علي عبد الله صالح؟
وزير الإعلام: هي مبادرة وطنية، والدعوة إليه موجهة إلى القوى الوطنية والسياسية والاجتماعية والثقافية كافة في الوطن اليمني، وبالنسبة للمتمردين في صعدة طرحت عليهم 6 نقاط للالتزام بها والعمل على تنفيذها، ومن ثم يمكن إيقاف عمليات المواجهة والملاحقة لهم، أما الحوار بشكل عام، فإن الهدف الجوهري والمبدأ هو الامتثال للثوابت الوطنية، وخاصة الدستور والوحدة والديمقراطية، أي لا حوار خارج النظام الجمهوري والدستوري، ولا حوار خارج مظلة الوحدة والشرعية الدستورية، واليوم أستطيع القول إن قطاعا كبيرا من السياسيين والمنظمات التابعة للمجتمع المدني والأحزاب ورجال الفكر والثقافة والأعيان في اليمن، أصبحوا يلتقون حول هذه الفكرة، ويقوم اليوم مجلس الشورى في اليمن على الإعداد والترتيب من خلال اللجنة التحضيرية لبدء عملية الحوار، ومناقشة كل القضايا من دون استثناء، تحت المظلة الفكرية التي أشرت إليها، وسوف نطرح في الحوار كذلك العناوين التالية: ما المطلوب بالنسبة للتعديلات الدستورية وتنقيح الدستور؟ وما المطلوب بالنسبة للانتخابات وقانونها؟ وما التعديلات المقترحة؟ وما الرؤية الأنسب لليمن فيما يتعلق بنظام الحكم المحلي؟ والحوار سوف يكفل إنهاء الحرب وسيحقق خطوة جبارة في مواجهة الإرهاب.
الشرق الأوسط: ماذا تتوقعون من مؤتمر لندن لمكافحة "القاعدة" والإرهاب؟
وزير الإعلام: أولا، لا يمكن السماح بتدخل عربي أو أجنبي في الشأن اليمني، هو من اختصاص الشعب اليمني والمؤسسات الدستورية في الجمهورية اليمنية، وهذا الكلام تفهمه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية مجتمعة، وموضوع الوحدة اليمنية جوهري ويتفهمه الجميع، وهم مع الوحدة اليمنية، ولا يمكن أن يتورطوا في أي عمل ضد الوحدة، ومؤتمر لندن جاء ليعزز الموقف من مناصرة ودعم الوحدة اليمنية ودعم قدرات الدولة وبناء مؤسساتها، وبخاصة القوات المسلحة والأمن ووحدات مكافحة الإرهاب، وأيضا دعم عملية التنمية، والنظر بموضوعية في أجندة الإصلاحات التي تعمل اليمن على تنفيذها، وعليها أن تواصلها، ونحن نثق في كل من يشارك في مؤتمر لندن، ونثق في أنه مؤتمر يخدم الغايات والأهداف الوطنية اليمنية بالإمكانيات المتاحة، في أفق واضح من التعاون والشراكة في التنمية، وتعاون في دعم وقدرات مؤسسات الدولة خاصة العسكرية والأمنية، وسوف يعقب مؤتمر لندن مؤتمر آخر يعقد في الرياض، وسيكون للمانحين، أي الدول المانحة، وسوف ينظر في الخطة الخمسية الرابعة لليمن، وكذلك مواجهة التحديات الاقتصادية والإنمائية والأمنية، أما اجتماع لندن، نؤكد أنه اجتماع من أصدقاء بادروا، وهم حريصون، وهم معنا في خط المواجهة للإرهاب، وبناء قدرات الوحدات المسلحة والأمن، وكل متطلبات نجاح مؤتمر لندن أصبحت واضحة، والنتائج سوف ترد بإجابات صريحة على ما تردد من أوهام ومن مبالغات في المخيلات وفي الاستنتاجات والتصورات.
الشرق الاوسط : وماذا عن النضال الذي أعلنه الشيخ عبد المجيد الزنداني ضد قدوم وجود أجنبي إلى اليمن بعد مؤتمر لندن؟
- لو تريث الناس لوجدوا أن اجتماع لندن فيه كل الخير لليمن، وكثيرون لديهم نتائج مسبقة وأفكار معادية للنظام، ومن يتخذ من هذا المؤتمر أي ذريعة،هم لديهم سيناريو واضح ومفضوح، يرون فيه الجميع أعداءهم، و"القاعدة" خطر على اليمن والإقليم والعالم العربي، ومواجهة "القاعدة" ليس قرارا خاصا باليمن، وإنما للعالم، لمواجهة خطر يستهدف السلام والاستقرار.
الشرق الاوسط : كيف ترون سير العمليات العسكرية مع الحوثيين؟
- أعمال المواجهة الأمنية والعسكرية تسير على قدم وساق، وفي المحاور كافة، وكل يوم تحقق نتائج إيجابية، وقد أصابت العمليات أضعاف الحوثيين وشلت قواهم ودمرت معداتهم، حتى في المخازن التي يتم اكتشافها، والمتابع لمجريات الأحداث، يتضح بشكل جلي أن ما كان يمثله المتمردون من خطورة كبيرة انتهت وانتهت، ويجري حاليا عمليات التطهير والتمشيط لبعض أوكارهم في الجبال والوديان وداخل مدينة حرب سفيان ومدينة صعدة وبعض القرى، وهذه تحتاج إلى وقت لمراعاة المدنيين، كما تم الحصار وتجفيف منابع التمويل، إضافة إلى الضربات الموجعة للمتمردين.
الشرق الأوسط: هل انحسر المد الإيراني والدعم والتمويل بعد الحصار القائم حاليا، أم إن إيران بدأت تراجع مواقفها من دعم هذه الجماعات؟
وزير الإعلام: أشك أن المرجعيات الدينية في إيران تتفهم خطورة الحرب، لأنها تحلم بمآرب مذهبية خاصة، للأسف الشديد، وهم أسرى أفكار ورؤى تتعلق بظهور المهدي المنتظر، وخلق فتن وتمويل فتن في الجزيرة العربية ومصر، وهذه هي التي تجعل من المرجعيات في إيران خطرا على الأمن والاستقرار في العالم العربي.
الشرق الأوسط: ماذا عن التنسيق مع السعودية؟
وزير الإعلام: التنسيق هو كامل وشامل، ولا يتوقف عند حدود التنسيق العسكري والأمني، وإنما هناك تنسيق سياسي وأمني، وكان هناك لقاء هام عقد في الرياض لقيادات العمل اليمني والسعودي، وتم الاتفاق على خطة عمل مشتركة، يجري الآن تنفيذها، وهناك عمليات مشتركة تتم على صعيد العمل الأمني، واتفاق كامل يتيح للقوات المسلحة اليمنية متابعة وملاحقة المتمردين داخل الأرض السعودية، وكذلك على الجانب اليمني، وبشفافية كاملة وواضحة، خاصة بعد تصعيد خطر المتمردين الذين يستهدفون أمن واستقرار البلدين معا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.